الاحتلال يقتحم المستشفى الوحيد في شمال القطاع.. ومجازر تطال النازحين في خانيونس - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأمم المتحدة: أطفال غزة يموتون بسبب قيود إسرائيل على الإجلاء الطبي

غزة "وكالات": أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة، واحتجز مئات الفلسطينيين بينهم مرضى والطاقم الطبي ونازحون.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على منصة "إكس"، "منذ ورود تقارير هذا الصباح عن اقتحام مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، فقدنا الاتصال بالموظفين هناك. هذا التطور مقلق للغاية بالنظر إلى عدد المرضى الذين يتم تقديم الخدمات اليهم والأشخاص الذين لجأوا إليه" طلبا للحماية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان إن "قوات الاحتلال اقتحمت (صباح الجمعة) مستشفى كمال عدوان، وتحتجز مئات المرضى و الطواقم الطبية وبعض النازحين الذين لجأوا للاحتماء بها".

وأضافت أن "الوضع كارثي" حيث لا يوجد لدى المحتجزين منذ الصباح "لا طعام ولا أدوية ولا المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى.

وتساءلت الوزارة في بيان أخر "كيف يسمح العالم لنفسه أن يقف متفرجا على أبشع إبادة جماعية وأوسع عملية ممنهجة لتدمير النظام الصحي وقتل واعتقال المرضى والطواقم الطبية دون أن يحرك ساكنا؟".

من جهته أكد الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في اتصال هاتفي مع فرانس برس "وجود إصابات في صفوف الطاقم الطبي جراء قصف الدبابات المتواصل للمستشفى" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لفرانس برس أن "أكثر من 150 مريضا وموظفا بينهم طواقم طبية وممرضون داخل مستشفى كمال عدوان يقوم جيش الاحتلال باحتجازهم والتحقيق معهم". ويعتبر مستشفى كمال عدوان آخر مستشفى يعمل جزئيا في شمالي القطاع.

ومنذ بداية العدوان في أكتوبر الماضي يعاني المستشفى من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والوقود المشغل لمولد الكهرباء، وتفاقمت الأزمة بشكل متزايد مع بدء العملية الإسرائيلية البرية في شمال القطاع في وقت سابق من هذا الشهر.

ووصفت حماس اقتحام المستشفى بأنه "جريمة حرب وانتهاك صارخ للقوانين الدولية". ويتعرض مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وأجزاء أخرى من شمال القطاع لعملية عسكرية مكثفة منذ السادس من أكتوبر أسفرت عن استشهاد 770 شخصا، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني.

وشن سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات جوية، وأجبر الاف الفلسطينيين على النزوح مرة أخرى بما في ذلك من عدد من مراكز الإيواء، وهدم الخميس أجزاءا كبيرة من مدرسة كانت تؤوي الاف النازحين في منطقة الشيخ زايد القريبة من بيت لاهيا.

مجازر لا تتوقف

وفي جنوب قطاع غزة، استشهد عشرون فلسطينيا بينهم أطفال في غارتين نفذهما صباح اليوم سلاح الجو الإسرائيلي واستهدفا منزلين في خان يونس في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل.

وقال بصل لوكالة فرانس برس "استشهد عشرون مواطنا كلهم من المدنيين وبينهم أطفال ونساء في خان يونس إثر غارتين شنهما الاحتلال باستهداف منزلين لعائلتي الفرا وعابدين في خان يونس".

وأشار بصل الى أنه تم انتشال 14 جثة "وأشلاء من تحت أنقاض منزل عائلة الفرا في حي المنارة"، وست جثث أخرى "من عائلة عابدين في المنطقة نفسها". وأوضح أن بين شهداء الضربة الأولى تسعة أطفال تقل أعمارهم عن 16 سنة.

ونُقل الضحايا إلى المستشفى الأوروبي جنوب شرق خان يونس، حيث لُفّت جثث العديد من الأطفال بأكفان بيضاء، حسبما أفاد مصور وكالة فرانس برس.

وأحدثت الغارة الأولى حفرة ضخمة بلغ قطرها عدة أمتار، وأدت إلى تدمير جزء من منزل من طابقين.

وكان عدد من أقارب الضحايا يبحثون بين الأنقاض صباح الجمعة.

وقالت أم أمير الفرا (37 عاما) لوكالة فرانس برس وهي أم فقدت ثلاثة أطفال في الضربة "أصبت في ظهري بشظايا وأخرجوني من تحت الأنقاض. وكان أولادي بين ذراعي، أمير وعبد الله ونور الدين، رحمهم الله".

وفقدت إحسان الفرا أيضا ابنها جراء الضربة الإسرائيلية، وقالت "استشهد ابني عيسى عمره خمس سنوات وأصيب جميع أولادي".

وأكدت هذه المرأة التي استشهد زوجها قبل عام في بداية الحرب أنه لم يكن في المنزل سوى "نساء وأطفال"، مشددة على "عدم وجود مسلحين" من حركة حماس.

وقال مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس لفرانس برس إن 28 شهيدا نقلوا صباح اليوم "إلى المستشفى إثر القصف الإسرائيلي على عدد من المنازل في منطقتي المنارة وقيزان النجار" بخان يونس.

وذكر شهود أن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ ست غارات جوية صباح اليوم على خان يونس.

أطفال غزة يموتون

من جهة أخرى، قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الأطفال في غزة يموتون من الألم نتيجة لعدم تلقيهم العلاج الطارئ الذي يحتاجون إليه في ظل التناقص المستمر في الموافقات الإسرائيلية على حالات الإجلاء الطبي بعد إغلاق معبر رفح.

وأوضح جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) خلال إفادة صحفية للأمم المتحدة في جنيف أنه بينما كان يتم إجلاء نحو 300 طفل شهريا في السابق، انخفض العدد الآن إلى أقل من طفل واحد يوميا، فيما تظل السلطات تنتظر دون جدوى الموافقات الأمنية من السلطات الإسرائيلية التي تتحكم في الخروج من القطاع.

وأضاف وهو يصف عدة حالات لأطفال مصابين بجروح تهدد الحياة ويتم دون مبرر تأخير أو رفض طلبات الأطباء لإجلائهم "نتيجة لهذا، يموت الأطفال في غزة، ليس فقط من القنابل والرصاص والقذائف التي تصيبهم".

وتابع "حتى عندما تحدث المعجزات، عندما ينجو الطفل من انفجار القنابل وانهيار المنازل وتزايد الخسائر البشرية، فإنهم يمنعونهم من مغادرة غزة للحصول على الرعاية الطبية العاجلة التي يمكن أن تنقذ حياتهم".

وذكر إلدر أن السلطات الإسرائيلية لا تفصح عندما يتم رفض طلب الإجلاء الطبي، ولا تقدم تفسيرا لأي قرار تتخذه.

ومن بين الحالات التي تحدث عنها إلدر، حالة الفتاة مزيونة (12 عاما) التي تضرر وجهها بشدة إثر ضربة صاروخية قتلت شقيقيها. ورُفض مرارا طلب الإجلاء الطبي اللازم لإنقاذ حياتها رغم عرض إجلائها بدون والدتها.

وقال إلدر "هذه فتاة تبلغ من العمر 12 عاما... التقيت بمزيونة الآن. إنها شجاعة بشكل لا يصدق، ولكن تعاني بالطبع من آلام مبرحة وحالتها تتدهور".

وترقد إيليا البالغة من العمر أربع سنوات في المستشفى منذ 43 يوما بسبب حروق من الدرجة الرابعة تغطي جسدها، وكذلك كانت والدتها التي لم يتم السماح بإجلائها وتوفيت قبل يومين بعد أن تلوثت حروقها بالفطريات.

ونالت إيليا أخيرا الموافقة على إجلائها بعد وفاة والدتها، لكن موعد الإجلاء لم يُحدد بعد. وقال الأطباء إنهم قد يضطرون إلى بتر يدها وساقها إذا لم يتم إجلاؤها قريبا.

وأضاف إلدر أنه بالمعدلات الحالية، سيستغرق الأمر سبع سنوات لإنهاء القوائم المكدسة بأطفال يحتاجون للعلاج. وقال "الأطفال في قبضة بيروقراطية لا تبالي وتتفاقم آلامهم بشكل وحشي".

أخبار ذات صلة

0 تعليق