نساء غزة.. مسؤولية مضاعفة ومعاناة لا تنتهي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة - د. حكمت المصري: ناريمان أكاديمية تعمل مدرسة في احدى مدارس بيت لاهيا شمال قطاع غزة تبلغ من العمر (37) عامًا لديها أربع من الأطفال اكبرهم طفله في السادسه من عمرها، تبدو عليها ملامح الانهاك والتعب بسبب الحمل قالت "لم نستطع النوم طوال الليالي الماضية بسبب القصف العنيف الذي يتعرض له شمال قطاع غزة منذ أكثر من اسبوعين، قررنا التواجد داخل المنزل في مشروع بيت لاهيا، لكن المجزرة التي وقعت قبل أيام غيرت مجرى تفكيرنا، الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل شيء، باختصار ان ما يحدث عبارة عن ابادة جماعية تهدف إلى تهجيرنا بقوة السلاح واقتلاعنا من ارضنا، بالأمس في الصباح الباكر سمعنا صوت ازيز الرصاص فوق سطح المنزل وبعدها جاء صوت مرتفع من طائرة "كواد كابتر" يبلغنا بضرورة الخروج من المنزل والحي بأكمله والتوجه الى مفترق ما يعرف بمنطقة حبوب، ترددنا في باديء الأمر ولكن بكاء وصراخ الأطفال اجبرنا على الخروج من المنزل بعد استهداف مجموعة من الجيران كانوا يتواجدون على باب المنزل، استمر الاتصال على رجال الدفاع المدني والاسعاف لمدة ساعه على الأقل لنقل الشهداء والجرحى ولكن دون جدوى فالاحتلال كان يطلق النار على سيارات الإسعاف والدفاع المدني لمنعهم من دخول المنطقة، في النهاية تم نقل المصابين على عربة باتجاه مستشفى كمال عدوان القريب من المنطقة، هذا الحدث جعلنا لا نتردد في الخروج بالأطفال الي منطقة ربما يكون فيها الأمان".

يذكر ان جيش الإحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة ممنهجة لتهجير سكان شمال قطاع غزة بإتجاه الجنوب منذ الخامس من اكتوبر الجارى.

وقد قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بإنشاء نقطة تفتيش قرب محطة "البراوي" في مدينة بيت لاهيا لإجبار النازحين على المرور عبرها فيما أعتقل العديد من الشبان.

أضافت ناريمان التي كانت مصرة على نقل الأحداث التي تعرضت لها برفقة عائلتها حتى استقر بهم الأمر في احد مراكز الإيواء بمنطقة الشيخ رضوان بغزة "قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالسماح لنا بالعبور من نقطة التفتيش التي اقامها بالقرب من محطة البراوي، بعد ان وقفنا في طابورين احدهما للنساء والاطفال والاخر للرجال، لم يسمح لنا بالجلوس مطلقًا بل استمر وقوفنا لعدة ساعات، اطلق الجيش الرصاص الحي على بعض الشبان من المسافة صفر أمام مرأى النازحين، وتم اعتقال العديد من الرجال والنساء، خرجت من النقطة بعد اكثر من ساعة بعد التفتيش القاسي برفقة اطفالي الصغار وبقي زوجي في المكان المخصص للرجال لا اعلم عنه شيئًا، طلب منا الجيش المشي في طابور طويل لا يسمح لنا بالوقوف او الجلوس للاستراحة او حتى الالتفات خلفنا، رأينا شتي صنوف التعب خلال الساعات التى قضينها دون طعام او شراب للأطفال حتى وصلنا الي شارع صلاح الدين ومن ثم توجهنا جنوبا الي مدينة غزة، في طريقنا رأينا حفرتين كبيرتين بالقرب من دوار حمودة كانت احدي الحفر مخصصة للرجال والأخرى للنساء المعتقلين".

تواجه النساء الحوامل والمرضعات مخاطر صحية متزايدة بسبب نقص الرعاية الطبية والتغذية. وذكرت 76% من النساء الحوامل أنهن يعانين من فقر الدم، ويواجه 99% صعوبة في الحصول على المنتجات الغذائية والمكملات اللازمة، فيما تكافح النساء لحماية صحة أطفالهن الجسدية والنفسية وفي نفس الوقت يتحملن مسؤوليات الرعاية المنزلية المتزايدة.

مؤسسة "آكشن إيد" تحدثت عن ان "حياة النساء الحوامل والأمهات حديثات الولادة في غزة تتحول إلى جحيم".

فيما أظهرت استطلاعات حديثة قامت بها بعض المؤسسات الدولية والأممية العاملة في قطاع غزة أن 77% من المستطلعين في غزة أفادوا بأن مسؤولية رعاية الأطفال، بما في ذلك إطعامهم والعناية بهم، تقع بشكل أساسي على عاتق الأمهات.

كما أن عبء الرعاية المنزلية على النساء هائل، لا سيما في المنازل المكتظة والملاجئ المؤقتة والخيم الكرتونية، فالموارد شحيحة والظروف المعيشية قاسية، وتنتشر سوء التغذية، حيث أفادت سبع من كل عشر نساء بفقدان الوزن خلال الثلاثين يوماً الماضية، وأفادت أكثر من نصف النساء بالشعور بالدوار (الدوخة) المتكرر بالإضافة إلى أن التأثير البدني على النساء شديد، فهن يضحين بصحتهن لضمان إطعام أطفالهن.

ان نقص الرعاية الصحية والتغذية الكافية للنساء الحوامل والمرضعات يعرض صحة الأمهات والأطفال للخطر المتزايد، مما يحمل عواقب وخيمة على حياة النساء انفسهن ونمو وتطور الرُّضع.

مطالبات المجتمع الدولي بالاعتراف بخطورة الأزمة الإنسانية في غزة واتخاذ إجراءات فورية لتخفيف معاناة اهلها اصبحت متكررة في ظل الوضع الإنساني الكارثي الخطير للنساء والأطفال علي حد سواء، هذا الأمر يضع العالم تحت المسؤولية القانونية والاخلاقية من اجل وقف الإبادة الجماعية والقيود الإنسانية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي لمنع تفاقم الأزمة، وتقديم المساعدة الضرورية لأهل القطاع.

أخبار ذات صلة

0 تعليق