إنه الموعد السنوي المنتظر.. لا يأتي ختام عام واستقبال عام جديد إلا والعيون تتجه نحو الإمارات، الكل مستعد، حركة السياحة في عز نشاطها، القادمون إلى الدولة يفوقون أعداد المغادرين لقضاء موسم الأعياد في الخارج، الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية والأبراج والأماكن السياحية.. كلها ارتدت زي العيد وتأهبت للحدث.
منذ 2011 ودبي تلفت أنظار العالم إليها في ليلة رأس السنة، يوم كان برج خليفة حديث الولادة، احتفل بمرور عام على افتتاحه بإطلاق الألعاب النارية ليلة رأس السنة، ولأنها لم تكن احتفالية عادية، ولا الألعاب النارية عادية، بل كانت ليلة لا تنسى جعلت من هذه المدينة حديث الصحافة والناس حول العالم.
قد يبدو الإنجاز عادياً، لكن دبي التي لا تعرف أن تكون «عادية» ولا مثلها مثل أي مدينة حين تقرر إطلاق فعالية أو احتفالية، كانت ليلة رأس السنة -وما زالت منذ ذلك الوقت- ليلة استثنائية عنوانها الإبهار والدهشة.. ثم انضمت إليها باقي إمارات الدولة لتعم الاحتفالات والألعاب النارية في كل مكان، وتصبح الإمارات وجهة الكثيرين خصوصاً من الأجانب في مثل هذا الوقت من كل عام.
الدهشة لا تقتصر على ما نشاهده من إضاءة ونوافير تتراقص على أنغام الموسيقى وألوان وأشكال للألعاب النارية التي تمتد طويلاً عند منتصف ليلة رأس السنة، بل هي على الأرض أيضاً، حيث يدهشنا التنظيم والاستعدادات التي تتولاها لجنة تأمين الفعاليات المكوّنة من 55 جهة حكومية في دبي، خطة محكمة تشارك فيها شرطة دبي والإدارة العامة للدفاع المدني وهيئة الطرق والمواصلات، وبلدية دبي، ومؤسسة دبي لخدمات الإسعاف ودبي الصحية، وهيئة كهرباء ومياه دبي، ورجال الأمن الخاص إضافة إلى المتطوعين.. خلية تعمل من أجل توفير الراحة للناس والسهر على راحتهم كي تكتمل فرحتهم في هذه الليلة التي تعج فيها الشوارع والأماكن المحددة للاحتفال بآلاف البشر.
33 ألفاً و325 كادراً بشرياً يعملون من أجل توفير الأمن والحماية في 44 فعالية، يعملون من أجل إسعاد الآخرين فتكتمل سعادتهم، ويفخرون بلا شك بانتهاء العام واستقبال عام جديد بسلام، حتى ولو لم يشاركوا عائلاتهم وأحبتهم استقبال السنة الجديدة معاً.
دبي تستعد لتجديد وعد الإبهار هذا العام، وكل الإمارات تستعد أيضاً لإشعال السماء بالأنوار وتسجيل أرقام قياسية، لتتصدر ككل عام الخبر في كل الوسائل ويعيش أهلها وزوارها الحدث بفرح وأمان.
0 تعليق