قيادة الإمارات الرشيدة أدركت مبكراً أن الإنسان هو الثروة الحقيقية للمجتمع، لذا عملت على تذليل أي عقبات أو صعوبات قد تواجهه في حياته، والتي يأتي على رأسها توفير المسكن الملائم والدخل المالي المناسب، اللذان يعدان أساس استقرار الأُسر في الوطن، وفلسفتها في هذا الأمر نابعة من أن توفير البيئة المناسبة لتطور الإنسان يعد مفتاحاً للنهضة والتقدم، لذا ترجمت هذا الأمر إلى واقع ملموس طوال أكثر من خمسة عقود هي عمر الدولة.
كثيرة هي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال السنوات الماضية، ومن الصعب حصرها، وآخر ما أعلن ونحن نعيش خواتيم أيام السنة الميلادية 2024، اعتماد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رفع المعاش التقاعدي لجميع الحالات المسجلة في إمارة الشارقة، ليصبح 17500 درهم بحدّ أدنى، وذلك بهدف توفير الحياة الكريمة للأسر، اعتباراً من 1 ديسمبر، كما وجّه صاحب السموّ حاكم الشارقة، بصرف مكافأة شهرية لجميع الطلبة والطالبات المنتمين ل«أكاديمية الشارقة للنقل البحري»، أسوة بطلاب «أكاديمية الشارقة للعلوم الشرطية».
وليس ببعيد عنا موضوع التوظيف الذي يحظى برعاية كاملة من قبل صاحب السموّ حاكم الشارقة، ضمن مشروع سلطان القاسمي لتوظيف المواطنين، المبادرة التي أطلقها سموه، الذي يُعد جزءاً من جهود حكومة الشارقة لتعزيز التوطين وتوفير حياة كريمة للمواطنين من خلال توفير فرص عمل مناسبة لهم، حيث ذكر عبدالله الزعابي، رئيس دائرة الموارد البشرية في الشارقة، أن إجمالي الذين جرى توظيفهم خلال العام 2024 بلغ 2265 من الذكور والإناث، منهم 1273 في الجهات المركزية، و992 في الجهات غير المركزية، وهو رقم كبير يستهدف الإنسان وتوفير مصدر دخل ثابت له.
أما قطاع الإسكان، على مستوى الدولة، فقد نجح برنامج الشيخ زايد للإسكان منذ تأسيسه عام 1999 بإصدار أكثر من 90 ألف قرار دعم سكني بقيمة تقارب 60 مليار درهم، وذلك بهدف تحقيق الاستقرار الأسري بتلبية الطلب على المساكن الحكومية وتوفير السكن الكريم للمواطنين المستفيدين، وشملت هذه القرارات مناطق الدولة كافة.
عبارة «الإنسان أغلى ما نملك» عند ذكرها فإنها تأكيد لأهمية الإنسان باعتباره محوراً رئيسياً في بناء المجتمعات وتطويرها وتنميتها، وهو أساس لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، لذا فإن الاستثمار فيه ضرورة وليس خياراً، كونه مصدراً أساسياً للإبداع، والعمل، والتغيير، وهو الأمر الذي عملت قيادة الإمارات الرشيدة على إرسائه منذ تأسيس الدولة، لذا أصبح أبناء الإمارات قادرين على تقديم إسهامات حقيقية تخدم مجتمعهم وأمتهم والعالم أجمع، من خلال إسهاماتهم في شتى المجالات.
[email protected]