ما يحدث في الإمارات من تمازج الجنسيات والثقافات والتعايش بين الجميع أمر لافت ونموذج عالمي يحتذى به، نجحت الدولة في تأسيسه بعد أن وضعت أسساً عميقة في أهدافها وراقية في تعاملها وحازمة في حدودها حتى تحولت إلى أسلوب حياة يسير عليه كل من تطأ قدمه هذا البلد المبارك فينصهر في تلك البوتقة الجميلة ويصبح فرداً إيجابياً في هذا المجتمع الكبير.
كانت احتفالات رأس السنة الميلادية خير دليل على هذا الواقع الذي نعيشه؛ حيث كانت تلك الحشود التي اجتمعت منذ الصباح تستمتع، وتتابع، وتعيش لحظات الفرح وسط سلوك إيجابي تجاه المجتمع، وأفراده، والتزام تجاه البلد الذي أحبوه واستقروا فيه ووجدوا فيه كل ما يتمنون بفضل حكومة حديثة سبقت عصرها ووفرت كل السبل لراحة الجميع وباتت بيت خبرة عالمي في تنظيم الفعاليات والإعداد لها، وتحقيق الإبهار المنشود وسط راحة نفسية وأمن وأمان، قد لا يتوفر في بقاع أخرى من هذا العالم الذي يشهد ما يشهد من صراعات.
كانت تغريدة لافتة نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، مهنئاً فيها العالم بمناسبة العام الجديد، ومؤكداً سموه أن دبي هي مدينة العالم عندما قال: (كانت الاحتفالات نموذجاً عالمياً للتعايش.. والتسامح.. والتحضر.. نهنئ الجميع بالعام الجديد.. ونشكر جميع من حضر وتفاعل وشاركنا احتفالاتنا من جميع دول العالم.. وشكر خاص للجنة تأمين الفعاليات التي تضم 55 جهة حكومية، وأسهمت في احتفالات آمنة.. وانسيابية.. ومشرفة.. تليق باسم دبي والإمارات).
إذاً تلك هي المكاسب التي ينظر إليها العالم من حولنا بتقدير كبير ويراها بصفتها إنجازاً ونموذجاً رائداً، وهي التعايش والتسامح والتحضر الذي يواجه كل التحديات وتحافظ عليه بلادنا بكل ما أوتيت من قوة، لتجعله علامة إماراتية وأنموذج نجاح جعلها اليوم أشهر حاضنة لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين، بذلت جهوداً كبيرة للوصول إلى تلك المكانة ويحق لها أن تفخر بأنها أول دولة تنشئ وزارة التسامح والتعايش، لذلك، فإن التسامح هو إحدى القيم الراسخة في المجتمع الإماراتي، ويمثّل ركيزة أساسية تقوم عليها السياسات الحكومية الهادفة إلى حماية الحريات الدينية، وتعزيز الحوار بين الأديان، وبناء ثقافة شمولية تحترم التنوع والاختلاف.
كل عام والإمارات لمزيد من النجاح والتقدم ليس في نموذجها التنموي فقط، وإنما نموذجها المجتمعي الذي بات يحصد الاهتمام والتقدير ويدفع كثيرين للبحث في أسرار نجاحه وسبل استمراريته وتطوره.
0 تعليق