أسماء محمد حسّوني *
انتابني شعور مريح ومفرح خلال حديثي مع الزملاء عن كيفية قضائهم لإجازة يوم العام الميلادي الجديد، فكان جواب الأغلب منهم «مع الأسرة» باختلاف الأماكن! أدركت لحظتها بأنه مهما انشغلنا ومهما ابتعدنا، تبقى الأسرة الملجأ الأول والدائم والملاذ الآمن بعيداً عن مسؤوليات الحياة وصخبها.
عندما كنا صغاراً لم ندرك حاجة وأهمية وجودنا بين أفراد العائلة لأنها كانت من المسلّمات، والآن مع انغماسنا في العمل والمسؤوليات أصبحنا نسرق كل لحظة تجمعنا على مأدبة واحدة أو ساعات تعيد لنا الذكريات السعيدة أو أي إجازة لنجتمع سوياً.
نعم مدركين تماماً بأن هناك من يعتقد أن الابتعاد عن التجمعات العائلية والتواصل المستمر يبعدهم عن الخلافات ويجنبهم النزاعات، وأن هناك الكثير ممن يزرع فكرة «سير بعيد وتعال سالم» أي أن الابتعاد نوع من أنواع السلام. على عكس ذلك تماماً، مهما اختلفنا يبقى الود والحب بيننا «والظفر ما يطلع من اللحم».
دورنا اليوم كأمهات وآباء، وخالات وأخوال وعمّات وأعمام أن نغرس قيمة صلة الرحم والتواصل مع أفراد العائلة في الأحفاد، الجيل القادم، وأن نوصيهم بالحفاظ على الترابط الأسري مهما كانت وتيرة الحياة سريعة ومهما أخذتهم الحياة لمنحنى مختلف، فإن الأسرة الحضن الكبير الذي سيضمهم مهما كانت الظروف.
الحياة لحظات ووقتنا ثمين، لندرك أين ومع من نقضيه. رسالتي كما بدأت، الأسرة أولاً ودائماً.
* مديرة المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة
0 تعليق