أين ذهب مقاتلو داعش في سوريا.. وهل التخوفات الدولية من عودة التنظيم مبررة؟ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
تشير القيادة المركزية الأمريكية إلى وجود نحو 2500 عنصر نشط للتنظيم بين العراق وسوريا

بعد سنوات من إعلان القضاء على عصابة "داعش" الإرهابية، تزايدت المخاوف الدولية من عودة تمدد التنظيم في سوريا، وذلك عقب الانهيار المفاجئ لنظام الأسد أمام فصائل المعارضة السورية المسلحة.

وتُظهر تقارير متعددة أن "داعش" استغل الظروف الأمنية والسياسية الجديدة في المنطقة لإعادة ترتيب صفوفه، ما يعزز التحديات الأمنية في المنطقة، في ظل انقسامات داخلية وضغوط إقليمية ودولية.

الخطر المتجدد

رغم تراجع سيطرته الجغرافية، تشير القيادة المركزية الأمريكية إلى وجود نحو 2500 عنصر نشط للتنظيم بين العراق وسوريا، إضافة إلى آلاف المعتقلين في سجون ومخيمات شمال شرقي سوريا.

ووفقاً للخبير الأمني العراقي سرمد البياتي، فإن التنظيم "لا يمتلك القدرة على السيطرة على أراضٍ أو قرى، ولكنه قادر على إلحاق الضرر بقوات الأمن من خلال خلاياه النائمة المنتشرة في المناطق النائية والصحراوية".


وتركزت أنشطة "داعش" في مناطق مثل الحسكة ودير الزور وحمص، حيث يستغل التنظيم الفوضى الأمنية في بعض المناطق، ويسعى إلى إعادة بناء هيكليته من خلال تجنيد أفراد جدد واستغلال الصراعات الإقليمية لإثبات وجوده.

السجون والمخيمات: قنابل موقوتة

تعد السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا نقاط ضعف كبيرة، حيث تضم أكثر من 9 آلاف عنصر من "داعش"، إضافة إلى الآلاف الآخرين في مخيمات احتجاز مثل مخيم الهول.

ويؤكد البياتي أن الوضع داخل هذه المخيمات خطير، محذراً من أن أي فراغ أمني قد يؤدي إلى كارثة في كل من العراق وسوريا.

تحركات دولية

في وقت لاحق، نفذت فرنسا ضربات جوية استهدفت مواقع مرتبطة بـ"داعش" في سوريا، وأكد وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لو كورن أن هذه الضربات تأتي في إطار التحالف الدولي الذي يهدف إلى منع التنظيم من إعادة ترتيب صفوفه واستغلال أي فراغ أمني.

من جانبه، بدأ العراق اتخاذ إجراءات استباقية لتعزيز أمن حدوده ومنع تسلل العناصر الإرهابية، بما في ذلك تجهيز معسكرات لاستقبال العائلات النازحة من مخيم الهول وإجراء تدقيق أمني شامل لمنع تسلل مقاتلي "داعش"، وهو ما قد يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.

أما تركيا، فقد طالبت الإدارة السورية الجديدة بتحمل مسؤولية إدارة السجون والمخيمات، مؤكدة على ضرورة تسليم المعتقلين إلى دولهم الأصلية.

بين الدعاية والواقع

رغم التحركات العسكرية والدبلوماسية، يرى بعض المحللين أن الحديث عن عودة "داعش" قد يُستخدم كورقة ضغط لفرض أجندات دولية.


ومع ذلك، يحذر البياتي من التقليل من شأن الخطر، مشيرًا إلى أن تهديدات التنظيم لا تقتصر على الداخل السوري فحسب، بل تشمل دولًا أخرى مثل مصر وتونس التي تتخذ تدابير احترازية لمنع عودة المقاتلين الأجانب.

وفي ظل الجدل الدائر حول تنظيم "داعش"، يعتقد بعض الخبراء أن القوى الدولية قد تضخم من خطر التنظيم لتحقيق أهداف استراتيجية، لكن يبقى "داعش" قادرًا على تنفيذ هجمات مؤثرة، مما يجعله أداة دعائية للتدخلات الدولية.

كما يؤكد البياتي في ختام حديثه: "قد يرى البعض أن داعش أصبح مجرد خرافة، لكن التنظيم لا يزال قادرًا على استغلال أي فرصة للعودة في ظل الصراعات الحالية وانعدام الاستقرار السياسي والأمني في سوريا".

المصدر: سكاي نيوز عربية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق