في حياتنا اليومية، غالباً ما نعتبر بعض الأفعال من الآخرين شيئاً مفروغاً منه. نعتقد أن هؤلاء الأشخاص حولنا يجب أن يقدموا لنا المساعدة أو الدعم، لأنهم قريبون منا، سواء كانوا أفراداً من العائلة، أو أصدقاء، أو زملاء في العمل، لكننا ننسى في خضم انشغالاتنا اليومية أن نقدم لهم ما يستحقونه من تقدير واعتراف وامتنان.
«شكراً» قد تكون الكلمة التي تجعل الشخص الآخر يشعر بأنه مرئي، أنه مهم، وأنه يساهم في حياتنا بطريقة ما، وبالطبع عندما لا نُظهر ذلك التقدير، قد يشعر الآخرون بالإهمال، حتى لو كانوا يفعلون الكثير من أجلنا.
أحد أهم الأسباب التي تجعلنا ننسى شكر الآخرين الاعتياد، وأيضاً سرعة الحياة، حيث نغفل عن تأثير الكلمات الطيبة. إن لفتة صغيرة من التقدير، مثل أن تقول «شكراً» لشخص قدم لك خدمة أو دعماً، يمكن أن تحدث فارقاً كبيراً في علاقاتك.
عندما نتجاهل كلمة شكر فإننا نعرّض أنفسنا لخطر فقدان شيء أساسي في حياتنا، التواصل الإنساني، فالتقدير ليس مجرد مجاملة، بل هو جزء من بناء علاقة قوية وصادقة.
من جانب آخر، تؤثر الكلمات الطيبة على الشخص الذي يتلقاها بطريقة عميقة، فعندما يشكرنا الآخرون على ما نقدمه لهم نشعر بأن جهودنا لها قيمة، وأننا نُحدث فرقاً في حياة من حولنا، هذا الشعور يعزز من دافعنا للاستمرار في العطاء، كما يعمق الروابط التي تجمعنا بهؤلاء الأشخاص في حياتنا، وهذا التفاعل الذي قد يبدو بسيطاً هو ما يجعل الحياة أكثر جمالاً ومعنى. في بعض الأحيان، لا يتطلب الأمر أكثر من لحظة صغيرة من التقدير لتغيير يوم شخص آخر، ولجعل هذا الشخص يشعر بالأهمية.
يجب أن نكون أكثر وعياً بقوة الكلمات التي نقولها، وألا ننسى أن الحياة ليست مجرد واجبات وأعمال يومية، بل هي أيضاً لحظات من التواصل الإنساني الذي يُبنى على التقدير والمشاعر المتبادلة.
لنُعطِ كلمات الشكر والامتنان والعرفان مكانتها في حياتنا اليومية، ولنُدرك أن أثرها لا يتوقف عند اللحظة، بل يمتد ليعزز علاقاتنا، ويبني جسراً من التفاهم والمحبة بيننا وبين من حولنا.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com
0 تعليق