عام من الفشل الدبلوماسي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يونس السيد
يطرح اصطفاف العالم الغربي وراء دعم إسرائيل في الذكرى الأولى لهجوم 7 أكتوبر أسئلة كثيرة حول المسار الدبلوماسي الذي انتهجه الغرب طوال عام كامل من الحرب التي بدأت في غزة ووصفت بأنها «حرب إبادة» في أعلى المراجع الدولية، والتي امتدت إلى لبنان، وباتت تنذر بحرب إقليمية واسعة، ما دفع بابا الفاتيكان إلى التنديد بفشل الدبلوماسية «المخزي» للمجتمع الدولي.
بعيداً عن الأسباب التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر، ومن ضمنها الفشل الدبلوماسي على مدار أكثر من 75 عاماً في إيجاد حل أو تسوية سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن السؤال يدور الآن حول المسؤولية الأخلاقية للمجتمع الدولي، منذ عام على الأقل، وهو يقف موقف المتفرج أمام المجازر اليومية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وها هي تمتد إلى لبنان، وقد تتوسع إلى مديات أخرى في المنطقة.
صحيح أن هناك محاولات جرت لوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل للأسرى، إلا أنها كلها اصطدمت بجدار الرفض الإسرائيلي الموغل في ارتكاب المزيد من المجازر بعد أن اختبر حدود الضغط الدولي، ووجد الفرصة سانحة للانتقام، وبات يتحدث عن تغيير موازين القوى القائمة بما يفضي إلى تغيير الشرق الأوسط بأكمله.
لكن قد يكون هذا الحديث سابقاً لأوانه، أو أنه قد لا يتحقق أبداً، فلا استطاعت إسرائيل بعد عام من الحرب المدمرة تحقيق أهدافها في غزة، ولا في جبهة الشمال مع لبنان، رغم كل الاغتيالات والضربات التي وجهت إلى «حزب الله». وبالتالي فإن من المشكوك فيه أن تحقق إسرائيل نصراً عسكرياً واضحاً على كل الجبهات، أو في أي منها، ما يعني أن الجميع، كما هو شأن أي حرب، ذاهب إلى تسويات سياسية في نهاية المطاف. وهو ما يعيدنا إلى السؤال، لماذا يقف العالم عاجزاً عن فرض حلول سياسية للصراع؟ صحيح أن هناك انقساماً دولياً حدث بعدما فرض الدم الفلسطيني نفسه على خريطة السياسات العالمية، وتراجعت السردية الإسرائيلية المهيمنة على العالم إلى حد كبير، غير أن واشنطن لا تزال تحتكر مفاتيح الحراك السياسي والدبلوماسي، ولا أحد يستطيع الخروج من تحت العباءة الأمريكية بما في ذلك الحلفاء الأوروبيون.
المشكلة هنا تدور في الأساس حول ما يمكن أن تلعبه الاستراتيجية الأمريكية المغيبة عن عمد في الشرق الأوسط، والتي لا يزال يكتنفها الغموض، ربما بسبب عدم رغبتها في الانخراط في صراع كبير في الشرق الأوسط على بعد أيام من الانتخابات الأمريكية، وربما انتظاراً لأن تميل كفة الصراع لأحد الأطراف.
لكن بين هذا وذاك تستمر المجازر الإسرائيلية في غزة ولبنان، ويستمر السقوط الأخلاقي الدولي العاجز عن وقف الحرب، والفشل الدبلوماسي في إيجاد الحلول، رغم ما يمثله ذلك من عار على جبين المجتمع الدولي، وإمكانية انفلات الأوضاع نحو حرب شاملة لا تبقي ولا تذر.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق