الطفل والفلسفة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يوسف أبو لوز

.. معرض الفجيرة لكتاب الطفل في دورته الأولى، هو معرض ثقافة تخصصية تأسيسية لفئة مجتمعية، يعوّل عليها في مستقبل الثقافة والآداب والفنون والعلوم.
الطفل هنا قارئ له شخصية ورأي وقدرة على الانتقاء، وله أيضاً خيارات قرائية علينا نحن الكبار أن نشجعها ولا نعرقلها باقتراحاتنا عليه، وعادة تنبع خيارات الطفل القرائية من بيئته ومحيطه الثقافي الأول.. أقصد: العائلة والمدرسة.
هل يقرأ الطفل الفلسفة؟؟.. سؤال تبادر إليّ من خلال مشاركة بيت الفلسفة في الفجيرة بالمعرض، وهي مشاركة نشعر حيالها بالاحترام، وذلك أنها تنطوي على الجرأة في تقديم مادة فلسفية للأطفال والفتيان والشباب انطلاقاً من الثقة الكاملة بقدرة هذا الكائن الصغير الجميل على القراءة، حتى ولو كانت قراءة حقل فكري مثل الفلسفة.
بيت الفلسفة في الفجيرة سبق له قبل نحو ثلاثة أعوام أن أصدر عناوين فلسفية في حجم كتاب الجيب، وبلغة مبسطة يستوعبها الطفل بالممارسة والتدريج.
من تلك العناوين: ابن رشد، وابن سينا، وابن طفيل، وابن باجه، والكندي، والفارابي، وجاء الكتاب من هذه المجموعة في حوالي المئة صفحة فقط من القطع الصغيرة، والأهم من الشكل هو المضمون، فالمضمون يعرّف بهؤلاء الفلاسفة العرب والمسلمين في إطار تأليف حرفي سهل مقروء من جانب الكبير والصغير، والأرجح أن بيت الفلسفة قد طرح هذه العناوين الفلسفية في معرض الفجيرة لكتاب الطفل الذي يتوجب علينا نحن الكبار أن نشجعه على قراءة هذه المادة الفلسفية، كما هي.
مرة ثانية.. هل يقرأ الطفل أو هل من الممكن أن يقرأ الطفل الفلسفة؟؟ والجواب نعم، بإمكانه أن يقرأ كتباً بهذه المضامين الفكرية، وهناك ما يدعم هذا الرأي..
في حوار مع الكاتبة الأمريكية «سوزان سونتاج 1933-2004» منشور في مجلة (باريس رفيو) عدد شتاء 1995 يسألها المحاور إدوارد هيرش.. هل تتذكرين متى بدأتِ القراءة؟؟.. تجيبه سونتاج: «.. عندما كنت في الثالثة فيما قيل لي، وعموماً أتذكر أنني قرأت كتباً حقيقية كالسير الذاتية أو كتب الرحلات، وأنا حوالي السادسة، بعد ذلك قرأت أدغار ألِن بو، وشكسبير، وديكنز وآل برونتي وڤيكتور هيجو وشوبنهاور وغيرهم»، وتقول في نهاية إجابتها بما معناه إنها أمضت طفولتها في ما أسمته:.. دوامة من السمو الأدبي..
بالطبع، قرأت سونتاج كتباً مثل كتب (الكوميكس) التي قالت عنها إنها (كتب بريئة)، لكن قراءتها لشوبنهاور وهي في السادسة من عمرها لم تكن صعبة ولا مستحيلة.
الطفل في حدّ ذاته فيلسوف صغير، أو أن في داخل كل فيلسوف طفل لا يريد أن يكبر.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق