راشد محمد النعيمي
كل البرامج والمبادرات والمشروعات التي يتم الإعلان عنها في الإمارات تتحول وخلال الزمن المعد لها إلى واقع ملموس في سلوك يعكس الثقة والتصميم والإرادة والمتابعة والعمل المتواصل من أجل حياة أفضل لأفراد المجتمع، وهو ما تستطيع أنت كمواطن أو مقيم أو زائر أو متابع أن تلمسه وتراقب تطوراته وتشعر بخطواته التي تتحقق واحدة تلو الأخرى.
من تلك البرامج والأهداف ما يتعلق بتصفير البيروقراطية ذلك البرنامج الذي يستهدف تبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية، حيث تم توجيه الوزارات والجهات الحكومية بالتطبيق الفوري للبرنامج بإلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي وخفض ما لا يقل عن 50% من المدد الزمنية للإجراءات، وتصفير جميع الاشتراطات والمتطلبات غير الضرورية خلال عام، وسيتم تقييم نتائج العمل والاحتفاء بأفضل الإنجازات بنهاية عام 2024.
البرنامج يشكل نموذج عمل وطني للوصول إلى إجراءات حكومية هي الأبسط والأسرع والأسهل والأكفأ، وتطمح حكومة الإمارات من خلاله إلى إحداث نقلة نوعية واستثنائية في الإجراءات الحكومية التي قفزت على مراحل متقدمة يلمسها الجميع من خلال برامج أخرى مساندة سرعت من رحلة المتعامل وسهلت كثيراً من الإجراءات واختصرت الوقت ودخلت بكثير من المعاملات إلى عالم التطبيقات.
باختصار فإننا أمام إرادة من صانع القرار من أجل الارتقاء بمستوى فعالية الإجراءات الحكومية الصادرة من الوزارات والجهات الاتحادية، وتعزيز ريادة حكومة الإمارات وتنافسيتها العالمية في الكفاءة الحكومية وغياب البيروقراطية عن ذلك بل القضاء عليها نهائياً، والدخول بذلك في منافسة بين الجهات الحكومية نفسها كي تزيل كل تلك العوائق وتنظر مرة أخرى بنظرة التسهيل والتيسير والتسريع إلى كل معاملاتها.
في عرس (جيتكس) كانت ثمار البرنامج واضحة تعرض للزوار كي تعكس مدى التزام الإمارات ما تقول وتوجه، وكانت المشروعات جلها تدور حول الهدف الأسمى وهو التحول الرقمي وتوظيف أحدث التقنيات لتطوير منظومة الخدمات الذكية، بما يلبي تطلعات المتعاملين واحتياجاتهم الحالية والمستقبلية، وذلك عبر تصميم منهجية محددة تغطي الخطوات اللازمة لمواجهة التحديات، وابتكار وتطبيق الحلول الكفيلة بدعم تبسيط وتقليص الإجراءات في الجهات ذات العلاقة.
باختصار نحن أمام جهود استثنائية تبذلها قيادة الإمارات لترسيخ تجربة مستقبلية ريادية في العمل الحكومي، انطلاقاً من رؤية واضحة تتبنى تسهيل حياة الناس، وتعزيز بيئة محفزة للأعمال، وجاذبة للعقول والمواهب وتحافظ على مكانة متقدمة وصدارة في المؤشرات وأهمها الثقة.
0 تعليق