مبادرة «كن معلماً» التي أطلقتها دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي من المبادرات الهامة لجهة جذب الراغبين في الانخراط بمهنة التدريس، في ظل تناقص أعداد المعلمين المواطنين بالذات في بعض التخصصات، وحاجة القطاع التعليمي إلى معلمين أكفاء لرفد المسيرة التعليمية والارتقاء بالمخرجات التعليمية في ظل الاهتمام المتنامي بقطاع التعليم في مختلف مراحله، وبالتالي فإن مثل هذه المبادرات الهادفة ستسهم في زيادة أعداد المعلمين وتلبية احتياجات المدارس بمختلف أنواعها وفئاتها من المعلمين الأكفاء.
توجه دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي إلى تبني المواهب الراغبة في الانخراط في مجال التعليم وتدريس الطلبة خطوة مهمة من شانها تعزيز مكانة المعلم، وفتح المجال أمام الراغبين لخوض تجربة مهنية جديدة للالتحاق في برنامج تعليمي وتدريبي يستمر لمدة عام يتوج بتدريب المهنيين في مختلف التخصصات ليصبحوا معلمين وتوظيف من يجتاز المتطلبات بنجاح للعمل في المدارس، وستضيف خبراتهم المهنية والحياتية إلى مهامهم الجديدة كمعلمين.
الجيد في المبادرة أنها تتيح المجال أمام المواطنين والمقيمين من المتقاعدين وأولياء الأمور المتفرغين والمهنيين العاطلين عن العمل من جميع القطاعات على أن يتمتعوا بمهارات تواصل فعالة ولا يشترط أن تكون لديهم خبره سابقة في مجال التعليم، ولكن يجب على المرشحين أن يكونوا ملمين باللغة الإنجليزية لأن بعض المواد الأساسية مثل دراسات الذكاء الاصطناعي ستقدم باللغة الإنجليزية، وبالتالي سيتم التركيز خلال التأهيل والتدريب على تقديم مزيج متكامل من برامج التدريب النظري والعملي.
المبادرة تستمر في استقبال طلبات الراغبين خلال الأيام المقبلة وسيغلق باب التقديم في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري، وسيكتسب المرشحون الناجحون في البرنامج 4 مهارات أساسية هي: القدرة على استخدام التكنولوجيا التعليمية في التدريس والتقييمات، مهارات القيادة والتواصل، تقنيات إدارة الفصول الدراسية والتحكم في السلوك، استراتيجيات تحفيز الطلبة وإشراكهم، إلى جانب القدرة على إعداد خطط تعليمية متكاملة، وتصميم أنشطة تعليمية تلبي احتياجات الطلبة، وتطبيق استراتيجيات تدريس حديثة، وإدارة الفصول الدراسية والمشاركة في خلق بيئة تعليمية إيجابية، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم التعليمية ومساعدتهم في تصميم المناهج الدراسية ومن ثم تقييم أداء الطلبة.
نجاح مثل هذه المبادرات يتطلب العمل من قبل جميع الجهات ذات العلاقة لجعل بيئة التدريس بيئة جاذبة سواء على صعيد عدد الحصص الدراسية لكل معلم أو استحداث المزيد من المزايا التحفيزية لتشجيع الطلبة على الالتحاق بكليات التربية ذات العلاقة في الجامعات، والانخراط في مهنة التدريس والاستمرار في هذه المهنة، بما يسهم في مواجهة انخفاض نسب المدرسين المواطنين، وأعداد الطلبة المواطنين المسجلين في كليات التربية في العديد من الجامعات.
[email protected]
0 تعليق