دم عربي في الثقافة الإفريقية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

إذا أردت عُد إلى حوار شاكر نوري مع الروائي أحمدو كوروما من ساحل العاج؛ لتقترب من روح إفريقيا اللغوية وعلاقة القارّة السمراء بالعربية ومركزية اللغتين: الفرنسية والإنجليزية اللتين يكتب بهما الشعراء والروائيون الأفارقة، وهؤلاء فرانكفونيّون حين يكتبون بالفرنسية، غير أن مصطلح الفرانكفونية أو مفهومها الثقافي واللغوي لم يختطف هؤلاء الأفارقة من جذورهم ومرجعياتهم المكانية والتاريخية والروحية.
والبعض من الكتَّاب الأفارقة مسلمون مثل أحمدو كوروما الذي يقول في حواره مع شاكر نوري: «عندما جاء الإسلام إلى إفريقيا وجد أمامه الديانات الإحيائية، مذهب حيوية المادة، والاعتقاد بأن النفس هي مبدأ الفكر والحياة العضوية في آن واحد فدخلت عناصر من هذه الديانات في صميم الإسلام».
تتوقف بشكل خاص في هذا الحوار عند علاقة الكُتَّاب الأفارقة بالفرنسية وبلغاتهم الإفريقية القومية، وتتوقف أيضاً عند علاقتهم بالعربية والتاريخ العربي من خلال آراء الروائي المسلم أحمدو كوروما، وهو يقول: «للكتاب الأفارقة علاقة بالتاريخ العربي و«المالايكة» وهي عِرْق ولغة كوروما، ويشغل أهلها الغرب الإفريقي».
يقول كوروما: إن «المالايكة» كان لهم علاقة بالعرب قبل الاستعمار الفرنسي وكانوا يذهبون إلى الحج في مكة ويشير إلى أن بعضاً من أهل هذا العِرْق الإفريقي كانوا كتَّاباً يكتبون باللغة العربية «وذلك في شمالي ساحل العاج وفي مالي، وهناك محاولات من أجل البحث عن هذه الكتب».
يتوقف قارئ هذا الحوار (حدائق موليير، صفحة 50) بفضول الباحث عن التراث الأدبي الإفريقي المكتوب باللغة العربية قبل وبعد فترة النفوذ السياسي والثقافي واللغوي الفرنسي في إفريقيا، وهي مهمّة بحثية بالدرجة الأولى تتعلّق مباشرة بالباحثين العرب والأفارقة المسلمين، ويُفترض أن يكون هؤلاء على معرفة دقيقة بهذا التراث العربي الإفريقي من خلال مراكز البحث ومؤسسات الدراسات الميدانية والجامعات.
الحوار مع كوروما قديم، لكنه في ذلك الوقت المبكر من الكتابة والرؤية الثقافية الإفريقية التي انطلق منها في توصيفه لوضع اللغة الفرنسية والعربية في بلده ساحل العاج، قد أشار آنذاك إلى ظهور دار نشر عربية تعتني -كما قال- بالنتاج الثقافي، وهو يقصد بالطبع، النتاج الثقافي الإفريقي - العربي.
مثلما إفريقيا هي قارّة أدغال وغابات وحفريات أسطورية وميثولوجية وحكايات، هي أيضاً قارّة لغات أو شبكة من اللغات التي هيمنت عليها اللغات الاستعمارية الأوروبية، في حين ينظر الأفارقة من طينة كوروما أو غيره من الشعراء والروائيين إلى العربية بوصفها لغة أدب وفنون وآفاق إنسانية حميمة.
[email protected]
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق