الإمارة الثامنة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

للشعر العربي مكانة وتاريخ وذاكرة في الإمارات. للشعر قيمة ثقافية واجتماعية وجمالية في دولة «ديوان العرب» و«ديوان الهوية العربية». للشعر في الإمارات، دولة الثقافة والعلم والمعرفة، اعتبارية أدبية ومعنوية توازي معنى الفروسية والنبل، وللشعر في الإمارات رجالاته ورموزه وفحوله على مرّ تاريخ وطن حكّامه شعراء ويعرفون بالفطرة معدن البلاغة وجوهر الفصاحة.
للشعر في الإمارات قصة مكان وزمان ومرجعيات، وله رمزياً إمارته الثامنة التي تحمل ثقافياً دلالات الأصول والجذور والتراث في بلاد يقول فيها أهلها القصيدة وهم يحملون اللغة العربية في قلوبهم قبل ألسنتهم المدرّبة على الفصاحة في أرض البحر، والصحراء، والجبال.
برنامج «أمير الشعراء» الذي أطلقت هيئة أبوظبي للتراث موسمه الأول في عام 2007، عزّز في الذاكرة العربية موروث وثقافة «ديوان العرب»، كما عزّز أيضاً ثقافة وقيم وجماليات اللغة العربية، لغة الشعر كما هي لغة الفكر والعلم والفلسفة والتاريخ.
أصبح البرنامج ظاهرة ثقافية عربية جماهيرية. أصبح الجمهور العربي ناقداً للشعر وطرفاً في اختيار النصّ الشعري الذي يستحق وسام التكريم، ويحمل رمزية الأمير الجالس على كرسي «ديوان العرب».
ها هو اليوم يفوز بالإمارة الشاعر الإماراتي عبد الرحمن الحميري ويربح ثقة لجنة التحكيم المهنية المثقفة النزيهة، كما ربح ثقة الجمهور المدرّب على الإصغاء للشعر ومباركته بالتصويت الجماعي الجماهيري الذي يرمز إلى ديمقراطية الثقافة في مجتمع الثقافة في الإمارات.
ذهبت الإمارة إلى مستحقها الإماراتي عبد الرحمن الحميري، وذهبت الإمارة الشعرية إلى الشاعر الإماراتي كريم معتوق في عام 2007 في الموسم الأول لهذا التقليد المعنوي الرفيع المستوى والأول من نوعه في العالم.
يحق للإمارات أن تفخر بشعرائها المتفوّقين في ديوان الجمال واللغة والبلاغة، ويحق للعرب أن يفخروا بدولة في وطنهم الكبير جعلت من الشعر ثقافة جماهيرية أو شعبية عربية تحمل على الفرح: فرحنا العربي العام بلغتنا المكثّفة رمزياً في إمارة ثقافية لغوية إبداعية في حجم وطن. وطننا العربي الذي يتوحّد على قصيدة إنسانية رائعة هي بالتأكيد أجمل وأبقى في التاريخ وفي الذاكرة.
الإمارات دولة ثقافة الأدب الذي يمجّد المحبة والصداقة والتسامح، كما هي دولة العلوم التي تنتج الرخاء والمدنية والاستقرار. دولة مركز ثقافي ومجتمع قارئ للشعر بلغته العربية الأم، وبكل لغات العالم ليجد أن هذا الفن العالمي العريق إنما هو اللغة الأولى لكل البشر في أرض البشر وأرض الإنسانيات الأخوية الصديقة المتلاقية على ضمير متكلم واحد: الشعر.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق