«رديتونا شباب».. كلمتان عبرت بهما واحدة من الجدات من كبار المواطنات، لأحد المسؤولين في زيارته لإحدى الجمعيات ذات النفع العام التي تعنى ببر الوالدين، بعد أن وفرت الجمعية مكاناً لكبار المواطنات يتجمعن فيه مرتين أسبوعياً، مع ممارسة هواياتهن في الحرف التقليدية مثل صنع التلي وسف خوص النخيل.
ومثل تلك الأنشطة والفرص التي تتاح لكبار المواطنين من الجنسين، هي بالفعل مفيدة لصحتهم وتمكينهم من متابعة أنشطتهم بفرح وسعادة، كما أنها توفر لهم أماكن للتجمع والترويح بمثل تلك الأنشطة الخفيفة على الروح والقريبة من القلب، والتي لها وزنها التقليدي، قبل أن تندثر، فلم تعد تلك الأنشطة والمهن التقليدية تمارس من قبل الأجيال الحالية، وصعب جداً توثيقها ومعرفة خباياها الدقيقة إلا بتعلمها والتقاط أبرز أساسياتها من الخبراء من كبار المواطنين، فلم يعد أحد يسف سعف النخيل وينظفه ويلونه ومن بعد يشكل به منتجات تستخدم في المنزل، إلا ما ندر، وكذلك صنع التلي وهو الخيوط الملونة اللامعة التي كانت في الماضي تطرز من خيوط الفضة الخالصة.
وجميل من الجمعيات الاجتماعية أن تعنى بتلك الشريحة الغالية على قلوبنا وتوفر لهم الأنشطة التي تركز على المحافظة على سلامتهن البدنية والعقلية والنفسية، والمحافظة على المهن التقليدية، وترفع بذلك من جودة الحياة بالنسبة لهن ولأسرهن، فالجدة «السعيدة» بإنجازاتها مؤكد ستؤثر في العائلة كلها وتكون قدوة لهم بالنشاط والإبداع والإنتاج، وجميل لو أن كل مؤسسة ذات نفع عام تخصص أياماً لكبار المواطنين لممارسة أنشطتهم وتصلهم بأفراد المجتمع خاصة ونحن في عام «المجتمع» الذي تزداد أواصره الاجتماعية بزيادة التواصل بين شرائحه الكبيرة منها والصغيرة.
فزيادة الأنشطة الموجهة لشريحة كبار السن، خاصة الأنشطة الاجتماعية والرياضية وكذلك الثقافية، تجعل من المجتمع أكثر دفئاً وحناناً على الشريحة الغالية على القلوب، وهم بركة المجتمع وسعادته واستقراره، وكانت أبرز مطالبهم تقتصر على توفير مواصلات، من وإلى الجمعية، كي لا يكونوا عبئاً على أحد من أفراد الأسرة في توصيلهن، وهن الحنونات لا يردن إلا الراحة لأفراد أسرهن، رغم أنه بذلك العمر تعتبر خدمتهن راحة، والمسؤول أكد على تلبية جميع مطالبهن وعلى رأسها «المواصلات».
فالجدة طلبت «مواصلات» وجاء الرد سريعاً «سمعاً وطاعة»، وكلمة «رديتونا شباب» أي رجعتم بهن بالأنشطة والمكان المخصص لهن لعمر الشباب، تكفي بأن تبادر كافة مؤسساتنا وتخصص «مكاناً» وأياماً لهم من الجنسين من كبار السن للحفاظ على «شبابهم» الدائم.
[email protected]
طلب كبار المواطنات - ستاد العرب
![طلب
كبار
المواطنات - ستاد العرب](https://staad-arab.com/temp/thumb/900x450_uploads,2025,02,09,69767959a1.jpg)
طلب كبار المواطنات - ستاد العرب
0 تعليق