هل على الآباء أن يقلقوا للبنية الثقافيّة لدى بناتهم وأبنائهم، مواليد القرن الحادي والعشرين؟ عناصر البناء اختلفت، الأساسات والدعائم تغيّرت، النموذج الفكريّ لطرائق التفكير تكاد لا تربطه بما مضى رابطة وثيقة.
الأسئلة التي يجب طرحها في كل المستويات المعنيّة، الأسرة ونظم التعليم والمؤسسات الثقافية ووسائط الإعلام، وصولاً إلى مراكز القرار، هي من ذلك الطراز الممتنع: كم تحتلّ وسائط التواصل من ساعة حيويّة يوميّاً في حياة آمالنا في المستقبل؟ ما هي شموس العلوم والمعارف والفنون، التي ستتوهج في عقولهم ومُهجهم وأخيلتهم، فتشحذ العزائم والمطامح، إذا كانت مصادرها تيك توك، أنستغرام، إكس وفيسبوك وأخواتها؟ تلك لا حرج عليها، لو كانت نظرةً عابرةً، وما هي بحطّة فراشة، فالمُقام فيها طويل.
معاذ الله أن يكون القصد تحميل الأسرة والمناهج المسؤولية، فواقع التنميات المتعثرة في العالم العربي، هو الذي يستطيع أن يكون المرآة التي تعكس مدى تألّق أنظمة التعليم في أداء رسالتها. ثمة قضايا تحتاج إلى حلول في مستوى الإرادة العليا في تلك البلدان، قبل حلّها في جميع القطاعات ذات العلاقة. في عجالة صادمة: ظلت بلاد العرب، طوال التاريخ المعاصر، وظل جلّها إلى أيّامنا، مستهلكاً لا منتجاً، جرّاء عدم تطوير التعليم وانعدام مراكز البحث العلمي. «القيمة المضافة» هي أن أغلبية الخريطة العربية، في عصر المعلوماتية والرقمي والشبكة العنكبوتية، غدت تستهلك الافتراضي أيضاً، برمجياتٍ ومواقع، مع بقاء استهلاك ما تنتجه القارّات، حتى في ما تعود أصوله إلى العصر الزراعي أو الثورة الزراعية، قبل عشرة آلاف عام.
لكي لا يضيع الخيط: هل تدرك المناهج العربية أن عليها إعادة البناء من الأساس؟ لا بدّ من احترام التسلسل المنطقي: تطوير أنظمة التعليم وتأسيس البحث العلمي والانطلاق من الغذاء. منطقياً لا يمكن إطلاق نهضة تنموية بدءاً من حواسيب الكوانتوم أو الذكاء الاصطناعي. معجزة خارقة وكوميدية، أن تحظى البلدان بقمم العلوم والتقانات، وشعوبها بلا غذاء ودواء، اقتصادها متهاوٍ وصحة عليلة، بطالتها صاعدة، وبلا بنى تحتية ولا أمن واستقرار. القضية جليّة، لا بدّ من إعادة التفكير في إعادة بناء الأدمغة والأيدي التي ستضطلع بهذه الأمانة المصيريّة. في كل يوم تزداد الأوضاع العربية والعالمية وضوحاً، والمسافات بين ما هو كائن وما يجب أن يكون، تتسع.
لزوم ما يلزم: النتيجة الإحصائية: هل تعلم التنميات المتعثرة، كم تهدر الشبيبة العربية من مليار ساعة سنوياً في وسائط التواصل، هباءً منثوراً؟
[email protected]
المهدور في وسائط التواصل - ستاد العرب
![المهدور
في
وسائط
التواصل - ستاد العرب](https://staad-arab.com/temp/thumb/900x450_uploads,2025,02,15,ac8c562032.jpg)
المهدور في وسائط التواصل - ستاد العرب
0 تعليق