الحل الترامبي لأوكرانيا - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكتب البيضاوي وفي خلده الكثير من الأفكار التي ترسّخ النظرة الاستعلائية لبلاده، لذا سعى إلى فرض «أمريكا» على الأصدقاء قبل الأعداء، مستخدماً العصا التجارية والاقتصادية، والتلويح بالعسكرية أحياناً، ثم الضغط السياسي والتهديد والوعيد، وهذا ما يحدث حول قضايا عالمية عدة، ومن بينها الصراع الروسي-الأوكراني.
ترامب يرى أن أوكرانيا باتت عبئاً على الاقتصاد الأمريكي، لا سيما بعد أن فشلت كل المساعدات الأمريكية والغربية لها سواء في المال أو السلاح من تغيير الواقع لمصلحتها على حساب روسيا، لذا فإنه أراد أن يجد حلاً ينهي الصراع الروسي الأوكراني من خلال الترويج بأنه يقوم بذلك كونه «رجل سلام»، مخفياً حقيقة أنه إنما يهدف إلى وقف استنزاف بلاده من ناحية، وأنه يبحث عمّا يظهر أنه يقود دولة عظمى تفرض ما تراه مناسباً على العالم سلماً أو حرباً من ناحية أخرى.
لذا فإن ترامب لا يفتر عن دعوة أوكرانيا إلى الجنوح للسلم حتى لو بصيغ غير مُرضية لها، عبر إرسال مبعوثه الخاص كيث كيلوغ المكلّف بإعداد خطة لوضع حد للحرب إلى كييف، وفي السياق ذاته وجّه سفيرة بلاده في موسكو لين تريسي، إلى عقد محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، لمناقشة خطة للسلام، وكل هذه التحركات هي مقدمة للضغط على أوكرانيا لإنهاء الحرب مهما كانت الأثمان، لأنه يراها الطرف الأضعف، ولا بد أن تُذعن للسلام.
من جهة أخرى، يرى ترامب أن روسيا حققت مكاسب كبيرة، لذا فإنه بات يضغط على أوكرانيا، التي قال إنها قد تقع تحت السيطرة الروسية «يوماً ما»، كما دعاها إلى تقاسم مواردها الطبيعية مع إدارته مقابل ما تم تقديمه من مساعدات لها، حيث أخبر كييف أنه يريد «ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة»، وأضاف متحدثاً عن الأوكرانيين: «قد يعقدون صفقة، وقد لا يعقدون صفقة. قد يكونون روساً يوماً ما، أو قد لا يكونون روساً يوماً ما، لكننا سنحصل على كل هذه الأموال هناك، وأقول مرة أخرى إنني أريد استعادتها».
هذه الضغوط ربما هي ما دفعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القول إن بلاده مستعدة لعرض تبادل أراضٍ مع روسيا، ويقصد بذلك كورسك الروسية التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني، لأنه بدأ يرى أن الغطاء الأمريكي قد رُفع، وقد ألمح لذلك بقوله، إن «الضمانات الأمنية من دون الولايات المتحدة ليست ضمانات أمنية حقيقية».
يبدو أن ثمة حلاً في الأفق يضمن لروسيا أراضي في أوكرانيا، وعدم انضمام كييف إلى «الناتو»، مقابل ضمانات أمنية لأوكرانيا.. فهل ينجح ترامب في تحقيق ذلك؟

[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق