إرادة التكنولوجيا - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

عناوين كثيرة جاذبة تثير اهتمامنا وفضولنا، وتدفعنا لنتابع ما يقوله الخبراء، وما يطلقونه من تحذيرات، منها عناوين لجلسات عقدت أول من أمس، ضمن فعاليات «مؤتمر الدفاع الدولي 2025» في أبوظبي، مثل «السماء لم تعد حدودنا.. التهديدات والفرص الناشئة في الفضاء»، و«المعلومات المضللة وعمليات التأثير.. استخدام المعلومات سلاحاً في النزاعات المعاصرة»، كيف لا نهتم ونحن نعيش في عصر يستسلم فيه الإنسان لإرادة التكنولوجيا التي تتحكم في كثير من جوانب الحياة ومتطلباتها، وندفع أحياناً الثمن باهظاً إذا لم نستخدم أو تستخدم الدول تلك الوسائل الحديثة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة وتوفير الأمن، وتيسير سبل العيش على كوكبنا؟
تثق بما تقرؤه وما ينتج عن كل الجلسات في المؤتمر، لأنها تصدر عن أصحاب الاختصاص والخبراء في مختلف مجالات التكنولوجيا والفضاء، ومن مختلف الجنسيات، وهم يستعرضون أحوال العالم اليوم وما سيكون عليه في المستقبل، وسواء كنت من محبي التكنولوجيا وعلومها أم لم تكن، فأنت مجبر اليوم على متابعة كل التطورات والاطلاع على تفاصيل مهمة، لأنك مستهلك ومستخدم لمختلف وسائلها يومياً، وتتعرض لمخاطرها إما بسوء استخدامك لها أو بوقوعك في فخّ المضلّلين أو أحد ضحايا الجرائم الإلكترونية.. جلسة «المعلومات المضللة وعمليات التأثير» استعرض فيها الخبراء «أساليب التضليل المستخدمة من الدول والجهات غير الحكومية، وتأثير الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق».
ولا تقتصر المخاطر طبعاً على الجوانب السياسية، لاسيما في ظل استخدام التكنولوجيا سلاحاً فتاكاً ومؤثراً في الحروب، سواء كانت عسكرية أم «باردة»، وذلك لتضليل الدول والشعوب وتزييف الحقائق.. ومن عواقب المعلومات المضللة، تغييرها مسار الانتخابات في بعض الدول، وعلى الجانب الحياتي والاجتماعي، بعيداً من السياسة، فإن الأكاذيب والشائعات التي يتم الترويج لها في مختلف مواقع التواصل، تستطيع التأثير سلباً في الصحة العامة، حيث يروّج وبكثافة لوسائل علاجية على أنها «سحرية» ومفيدة، بينما تكون لها أضرار كبيرة في الواقع، ناهيك بكل ما يجري جذب الناس إليه والترويج له عبر «الترند» ليُساق خلفه ملايين المقلّدين والمستهلكين.
أهم ما يمكن إفادتنا به متابعين ومستهلكين ومستخدمين للتكنولوجيا وللذكاء الاصطناعي، الذي بات متوافراً في كل مكان، ويستخدمه الجميع حتى الأطفال وطلبة المدارس، نشر المعلومات الدقيقة عن كيفية تجنب الوقوع في فخّ مستغلي تلك التقنيات المتطورة، وكيفية التمييز بين الأخبار والمعلومات الكاذبة من الحقيقية، وكيفية كشف الفيديوهات المزيّفة وانتحال شخصيات وتزييف أصوات، فنحن نعيش في عالم من شدة تطوره أصبح سهل التزييف.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق