الإمارات.. مؤشر الدهشة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

رائد برقاوي

تحقق الإمارات قفزات يومية، تصيب العالم بأكمله بالدهشة، وأتصور أنه لو كان هناك مؤشر دولي للدهشة، لاحتلت دولتنا الحبيبة موقعاً متقدماً فيه، وهو ما تؤكده أية قراءة لدلالات معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025».
أولى هذه الدلالات تتمثل في أن المعرض، بات علامة إماراتية نحتفي بها كل عامين، مناسبة تذكرنا بأهمية الدفاع عن الأوطان من ناحية، والانخراط في الصناعات العسكرية من ناحية أخرى، فما يحققه أي وطن من تقدم، وما تمتلكه أية دولة من قوى ناعمة، لا بد له من درع تحميه وتصونه في وجه من يفكرون في الاقتراب من مكتسبات هذا الوطن.
مع تراكم دورات المعرض والإسهامات المميزة للصناعات الدفاعية الإماراتية، يحق لنا أن نفخر بمشاركة شركاتنا المحلية، ففي هذه الدورة أطلقت «إيدج» التي تحتضن صناعتنا الدفاعية، وتضم 14 ألف موظف، وتنتشر عملياتها في 91 دولة حول العالم، أكثر من 46 نظاماً جديداً، الأمر الذي يعكس أكثر من مغزى ومؤشر.
يبشر تطور الصناعات العسكرية في الإمارات بتقدم في العديد من القطاعات، حيث يتداخل فيها الابتكار البشري مع الذكاء الاصطناعي مع الأمن السيبراني، من دون أن ننسى المردود الاقتصادي والخلفية المعرفية، حيث ازدهار صناعاتنا الدفاعية، يطمئننا، ليس على درع الوطن وقدرتها على الحماية وصناعة المكتسبات وحسب، ولكنه يمنحنا الثقة أيضاً في كل هذه المكونات، وشعور الفخر يمتزج بالثقة، ونحن نسمع صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهو يؤكد خلال زيارته للمعرض، أن الصناعات الدفاعية الإماراتية شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، ضمن رؤية الإمارات التنموية ونهجها في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
الصناعات الدفاعية تقع في قلب الرؤية الاستراتيجية للإمارات، تلك الاستراتيجية التي تحلّق منذ سنوات، وتجوب العالم بأكمله، وتقول للجميع نحن دولة ذات قيمة ومكانة، نمتلك القوتين، الناعمة والدفاعية، نمد أيدينا بالخير للكل، مساعداتنا في كل مكان، ونجاحاتنا الاقتصادية تؤكدها جميع المؤشرات، وإسهاماتنا الثقافية تحتل العقول والقلوب، ولكننا أيضاً نمتلك مفاتيح القوى الأخرى: الدفاعية، حيث تتوافر لنا القدرة على صيانة أنفسنا، عندما يستدعي الأمر ذلك، وهو ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال: «إن امتلاك القدرات الدفاعية الرادعة يصون للأوطان أمنها واستقرارها ويضمن المستقبل الواعد لأجيالها».
ولنعد إلى مؤشر الدهشة الذي تمنيناه في البداية، لنسأل ماذا يعني أن تتجمع 1500 شركة من 65 دولة لتعرض أحدث تقنياتها في الإمارات؟ وماذا يعني أن يجتمع قادة الحكومات والخبراء وأفضل التكنوقراط هنا منذ أيام قليلة في القمة العالمية للحكومات؟ وإذا أعددنا قائمة بالفعاليات المماثلة التي يشهدها وطننا على مدار العام، لأمكننا القول إن الإمارات باتت قبلة العالم، وهذا النجاح الدولي الذي حققناه في سنوات قليلة، يؤكد أننا كما نحترم الجميع، فإن العالم بأكمله بات ينظر إلينا نظرة مختلفة، يعتبرنا قوة ناهضة على مختلف المستويات: الدفاعية والاقتصادية، وأن الدار في الداخل محصنة.
التحصين الدفاعي لا يعني التحصين الذي يصنع البلدان المتقدمة، إذ إن إنتاج صناعات عسكرية يلقى القبول والإعجاب، ويؤكد أننا نجحنا في توطين المعرفة، وأن مساراتنا التنموية في الطريق الصحيح، وأن هناك رؤية خلاقة للابتكار والتشجيع على العلم، والأهم أن هناك استثماراً في العقول بما يضمن المستقبل.
لم تكن الإمارات لتدهشنا لولا تكاتف الجميع، من مسؤولين وكوادر وفرق عمل، خلف رؤية تخطط دوماً للأفضل، رؤية يتكامل فيها السياسي بالاقتصادي، فأثمرت في النهاية تلك المكانة العالية التي تحتلها الإمارات على مختلف المؤشرات، فحامي الدار لا يترك صغيرة ولا كبيرة من شأنها أن تضع بلادنا في مقدمة اللاعبين الأساسيين في العالم، إلا واستثمرها، بما يضمن مصلحتنا واحترامنا في العالم، والشيخ محمد بن راشد لا يدخر جهداً في أن تحقق الإمارات قصب السبق اقتصادياً وتنموياً.
وفي حضرة قادتنا يحق لنا أن نطمئن، على الحاضر بكل مكوناته، وما نحققه من تراكمات باتت حديث الدنيا بأكملها، ويحق لنا أن نتطلع إلى المستقبل بكل ثقة، لأننا نملك ناصيته الآن.
ومعركة الإمارات مع التنمية لتحقيق الاستدامة، لا تلغي أبداً أهمية توطين الصناعات الدفاعية، فعلينا دائماً أن نكون أحد الأجزاء المهمة في هذه الصناعة حول العالم، كونها صناعة تعكس مكانة الدول وقوتها، وهي في الوقت ذاته ضرورية لأنها مكملة لصناعات أخرى على الأرض وفي الفضاء حيث دورنا العالمي الجديد هناك مع النجوم.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق