«اللقاء الأخوي».. بداية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

لأن قضية العرب الراهنة خطيرة من حيث أهدافها ومراميها واستهدافاتها ومستوى من طرحها، ولأنها تمس الأمن القومي العربي في الصميم، فقد أدرك القادة العرب أنهم ودولهم وشعوبهم مستهدفون، وأنّ صمتهم على مبادرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن قد يُفهم على أنه موافقة ضمنية، وأن ذلك يشجع أصحاب المبادرة من أمريكيين وإسرائيليين على طرح المزيد من مبادرات «الترانسفير» من الضفة الغربية، وغيرها من مبادرات إلغاء وجود الشعب الفلسطيني.
لذلك فالقمة العربية الطارئة التي كانت مقررة يوم 27 من الشهر الحالي ثم تأجلت حتى الرابع من شهر مارس (آذار) لا شك أنها ضرورية من أجل اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة المبادرة التي تريد تصفية القضية والتخلص من الشعب الفلسطيني بفرض تهجيره تحت أزعومة واهية وهي «تطوير قطاع غزة». ثم جاء «اللقاء الأخوي» الذي عقد في الرياض أمس بدعوة من ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وعدد من قادة دول مجلس التعاون إضافة إلى عبدالله الثاني ملك الأردن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمثابة لقاء تمهيدي لقمة مارس (آذار)، لتوحيد المواقف والرؤى العربية تجاه التحديات الحالية، وهو ما أكده صاحب السمو رئيس الدولة عبر حسابه على منصة إكس قائلاً:« شاركت في لقاء أخوي مع عدد من قادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر، وذلك في إطار التنسيق والتشاور وتعزيز التعاون بين دولنا».
وسوف يشكل «اللقاء الأخوي» في الرياض دعامة لقمة القاهرة بالتأكيد، وحجر الأساس لها، لأن الدول المشاركة تمثل ثقلاً عربياً موحداً في معادلات القوى والمصالح في المنطقة؛ بحيث يكون للعرب حضورهم وصوتهم المسموع.
صحيح أن «اللقاء الأخوي» التشاوري في الرياض فلسطينيٌّ بامتياز لأنه ناقش تفاصيل الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة رداً على خطة ترامب، إلا أن صلب القمة هو تأسيس رؤية عربية منسقة وموحدة سياسية واقتصادية يمكن توظيفها كعوامل فعالة في تعديل موازين القوى في المواجهة المحتملة إذا ما فرضت على العرب، وأيضاً لفتح مسار سياسي جديد يقوم على حل الدولتين الذي ترفضه إسرائيل بدعم من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
إننا نعيش حرباً سياسية غــير مسبوقــة، تستدعي من العرب شكلاً آخر من المواجهــــة نستنفر فـــيها كل ما لدينا من مكامن القـــوة والعـــزم، وهي كثيرة إذا ما أحسنّا استخدامـها وفي مكانها، من دون خـــوف أو وجل.
العرب ليسوا ضعفاء، ولديهم القدرة على أن يقولوا «لا» عندما لا تكون في صالحهم، ولا يستطيع أحد أن يفرض عليهم ما يشاء مهما بلغت قوته وجبروته.
أرادت السعودية تمهيد الأرضية لصياغة موقف عربي موحد، وهو ما سيتم بلورته في القمة العربية المقبلة لمواجهة الطروحات الأمريكية التي تدعمها إسرائيل بشأن الحرب ومستقبل قطاع غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق