تغيير الثوابت البيروقراطية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

مع مرور الأعوام والأزمات وتغييراتها التي تطرأ على الثوابت التي رسخت لعشرات السنين، تدرك البشرية أن التغيير حاصل لا محالة، إلّا أن بداية الأمر يحتاج إلى مبادر شجاع، وتنافس على التغيير الإيجابي الذي يصب فائدته على أصحاب العمل في المقام الأول وبعدها لجميع العاملين، وتتكون للشركات وقطاع الأعمال ثوابت أخرى جديدة فيما يخص الإنتاجية في العمل، ونوعيتها، وكفاءتها، وطبيعي جداً أن شهدنا التغيير في بادئ الأمر في ساعات العمل وعلى نطاق واسع، لاسيما حين يبدأ من الخامسة فجراً وينتهي الساعة الثانية عشرة ظهراً.
إذ إن بتلك الساعات الأولى المبكرة من اليوم، تتهيأ للعامل الظروف بأن يكمل أربع ساعات متواصلة من العمل، مما يزيد من الإنتاجية وتعزز بيئة العمل بالطاقات الجديدة، وتتجدد الأفكار مع تلك الساعات المتواصلة مع العمل، ويقضي العامل نصف وقته تماماً بالعمل ونصفه الآخر مع أسرته ومحيط مجتمعه، وتمتد حياته الاجتماعية وتتوجه تلقائياً إلى نحو مختلف جداً عما كان سابقاً مما يزيد من نطاق حركته ويعزز الحركة الاقتصادية في محيطه.
وتغيير ساعات العمل وعدم توحدها خاصة في القطاع الحكومي أو الخاص يسهم بشكل كبير إلى الحد من أزمة الازدحام المروري الخانقة التي تشهدها الشوارع العامة خصوصاً، وبذلك التغيير البسيط قد يسهم في التخفيف من المشكلة لا حلها جذرياً، إلّا أن مستخدمي الطريق بحاجة ماسة فعلاً لتلك التغييرات البسيطة التي تسهل بدفع المشكلة المرورية للحل، فالضغوط النفسية التي يتسبب بها استخدام الطريق المزدحم تمتد إلى أن يصل مستخدم الطريق إلى وجهته وتتغير مخططاته وتوجهاته من جراء الحالة النفسية التي مر بها لأكثر من ساعات على الدرب بشكل يومي.
تغيير ساعات العمل وتقليلها، وتحويل الموظفين لنظام الساعات الجزئية والمرنة، وتفعيل العمل عن بُعد، كلها تغييرات أثبتت فاعلية تطبيقها فعلاً على أرض الواقع، إلا أنها تحتاج إلى قرار جريء من أصحاب الأعمال في القطاع الخاص، وكذلك الجهات الحكومية، لزيادة تطبيقها فلم تعُد الساعات الممتدة هي السبيل الوحيد للإنتاجية، خاصة بعدما شهدنا التغييرات الفنية في العمل الحكومي خاصة، وإمكانية تقديمه عبر النظام عن بُعد، والذي طبقته أكثر من جهة وشهدت ارتفاع الإنتاجية والموظف في منزله بإمكانه بكل سهولة تحديد ساعات عمله والانتهاء من الحد المتوسط «التارغت» المطلوب منه.
التغيير للأفضل مطلوب، وكسر الثوابت البيروقراطية وتصفيرها، يلغي «الروتين» من قاموس بيئة العمل، لتحلّ محله تقديم الخدمة بكل سهولة ومرونة ورحابة صدر من الموظف أو العامل قبل أن تصل لمتلقي الخدمة، وهو المطلب المنشود.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق