الدعم النفسي - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يعدّ الدعم النفسي أحد أهم العناصر الفعالة في حياة الفرد والمجتمع، فهو وسيلة مساعدة للأشخاص الذين يعانون أزمات نفسية معينة. ويكون الغرض منه خلق شعور معنوي أفضل من خلال التجارب التي يمرّ بها الفرد، فقد يكون الدعم النفسي على شكل تواصل مستمر أو تحفيز بالكلام الإيجابي، وقد يحتاج اليه بعض الأشخاص في ظروف ضغط عالية مثل ضغط العمل أو ضغط الدراسة. ويمكن أن يقدم الدعم المعنوي العديد من الأشخاص مثل العائلة أو الأصدقاء المقربين أو المجتمع، وإذا لم يتوافر فيمكن اللجوء إلى الاختصاصي النفسي.
جميعنا نحتاج إلى أشخاص يستمعون إلينا، فيمكن أن يكون الاستماع بدون إطلاق الأحكام، حيث يخصص أحد الأشخاص الوقت للاستماع إلينا وإلى ما نقول له ويحاول فهم مشاعرنا وأفكارنا، ففي كثير من الأحيان نختبر أحداثاً لا يمكننا حتّى الاعتراف بها لأنفسنا، أو قد تكون لدينا أفكار أومشاعر أو ذكريات لا نريد أن يعرفها أي شخص، فالاستماع لشخص دون أن يتم إطلاق الأحكام عليه هو حاجة بشرية ملحة جداً.
إن عدم اختبار عواطفنا في تدفقها المعتاد في مواجهة هذه المواقف قد يسبب مشاكل أخرى في الأيام المقبلة، وقد يكون من المريح مشاركتها مع شخص ما، فنحتاج جميعاً إلى المساحة حيث يمكن الاستماع إلينا ومشاركتنا لتجارب حياتنا التي تجعلنا حزينين أو مستائين. فالدعم النفسي عملية يتم فيها تلبية الحاجة الإنسانية من قبل متخصص، فأي موضوع قد يرغب في مناقشته يمكن أن يكون دعماً نفسياً في بعض الأحيان، وقد يكون الشيء الوحيد الذي يحتاج اليه الشخص هو التكلم عن موضوع معين لشخص آخر، والهدف منه هو توفير فرصة للشخص من أجل فهم وتقييم نفسه وبيئته بشكل أفضل، وتطوير أساليب التعامل مع مشاكله، وإيجاد حلول للمشاكل والأزمات اليومية، والحدّ من الضغوط أو القضاء عليها، والقيام باختيارات أكثر فاعلية، وتحسين جهود اتخاذ القرار، وبالتالي يكون الهدف من الدعم المعنوي هو مساعدة الشخص على الشعور بالتحسّن.
سيبقى الدعم النفسي عنصراً أساسياً في تعزيز الصحة النفسية والرفاهية للإنسان، لأنه ليس مجرد وسيلة لتجاوز التحديات والصعوبات النفسية فقط، بل هو عملية تمكن الأفراد من فهم مشاعرهم وإعادة بناء أنفسهم بعد التجارب الصعبة، فيصبح الفرد أكثر قدرة على التعامل مع التوترات والصدمات النفسية، ما يُساهم في تحقيق التوازن النفسي والاستقرار العاطفي، لذا من الضروري تعزيز الوعي بأهمية هذا الدعم وتشجيع السّعي إليه عند الحاجة، لضمان بناء مجتمعات صحية ومتوازنة نفسياً وعاطفياً واجتماعياً وأسرياً.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق