لواعج من برامج المناهج - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما رأيك في مغامرة مسرفة في الخيال التربوي؟ أتظن أن الشطحات لا تكون إلاّ للمتصوفة الغرائبيين، أهل طيّ الأرض بسرعة الضوء، أو في الأقل بقطار أينشتاين، دون سرعة الضوء بقاب شعاعين أو أدنى؟
هذا النوع من الرحلات يحتاج هو الآخر إلى خريطة طريق. سنصوغها في سؤال: ما الذي يمكن أن تستمده المناهج من مسيرة التقدم العلمي؟
نقطة البدء سؤال عجيب: هل ثمّة متشابهات أو مشتبهات بين مسار التطور في الحياة على الكوكب، من الحمض النووي إلى الخلية الأولى فصاعداً، إلى قمة الأنظمة البيولوجية المعقدة، وبين المسيرة التطوّرية التي يمرّ بها الذكاء الاصطناعي؟ أقصى ما نتمناه، ولا ندركه، هو التحوّل الجذري الذي ننتظر حدوثه في المؤسسات التربوية العربية. ألم يحن الوقت بعدُ، لاستعداد المناهج العربية لطرح القضايا المصيرية ضمن جدول أعمالها المستقبلي؟
عندما نتأمّل ما بين ظهور الخليّة الحيّة الأولى على الأرض، وبين ظهور الوعي، نقدّرها بحوالي ثلاثة مليارات عام. اليوم، في أقل من ثلاثة عقود أضحى خبراء الذكاء الاصطناعي يتحدثون عن أن الآلة الذكية أمست على مشارف عجائب الوعي. هل يرى الأساتذة التربويون أن عليهم أن يظلوا مكتوفي الأيدي؟
ليس عليهم أن يضعوا مناهج جديدة تجبّ ما قبلها. لكن، لا أقلّ من التأهّب لمحاولة فهم ما يدور على هذا الثرى، وكأن الثريّا في متناول اليد القصيرة والعين البصيرة. القضيّة المهمّة هي اغتنام الأفكار التي يطرحها التقدم العلمي والتكنولوجي، كمؤشرات، كبوصلات، كأجراس بشرى أو نذير، مستقبلية.
السرعات التي يتقدم بها الذكاء الاصطناعي تطرح الأسئلة البديهية على التربويين: ماذا تعني هذه الثورة في قدرة الآلة على التعلّم؟ ما الذي يمكن أن نقتبسه منها ونغيّر به مناهجنا جذريّاً؟ هل في الإمكان استمداد أساليب تربوية مختلفة من الخوارزميات؟ إذا كانت الآلة لا تدرك كنه ذاتها، فنحن أيضاً لا ندرك كنه أدمغتنا، ولهذا يعسر علينا فهم السرّ الكامن في عدم قدرتنا على التعلم بسرعة كالآلة.
لكن أنظمة التعليم العربية مطالبة بسرعة الاستجابة للتحدي المصيري: ما العمل إذا اجتمع على العالم العربي الذكاءان البيولوجي والاصطناعي؟ ما العمل إذا أصبح المغرّزون في محو الأمّية في مواجهة مكشوفة غير معروفة، مع غيلان لها جحافل غير مرئية، وروبوتات أنظمتها من فيزياء الكم؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الفنيّة: انتهت رحلة الخيال، في انتظار سينما الواقع.
[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق