تعدّ جائزة نوبل من أرقى وأشهر الجوائز العلمية التي تُمنح تقديراً للإنجازات البارزة في مجالات متنوعة، كالعلوم والآداب والسلام والفيزياء والكيمياء والاقتصاد والطّب، وقام بتأسيسها العالم السويدي (ألفريد نوبل)، ليترك إرثاً يدعم التقدم والسلام العالمي، وقد أصبحت الجائزة منذ ذلك الحين رمزاً للتفوق والإبداع، ويتم منحها سنوياً لشخصيات أو منظمات ساهمت في تحقيق تغييرات إيجابية وإسهامات لخدمة البشرية، ما يجعلها حُلماً يسعى إليه العلماء والمفكرون وصُنّاع السلام حول العالم.
توجد آراء متنوعة تنتقد جائزة نوبل من زوايا مختلفة، مثل التسييس، فيرى البعض أن جائزة نوبل للسلام على وجه الخصوص تتأثر بالتوجّهات السياسية، فاختيار بعض الفائزين يعتبر أحياناً متأثراً بالأوضاع الدولية أو العلاقات بين الدول، مما يجعل البعض يشكّك في نزاهة الجائزة وحيادها، كما يُنتقد القائمون على الجائزة بأنهم يميلون إلى منحها لشخصيات ومؤسسات غربية، مع إغفال الشخصيات والمؤسسات في مناطق أخرى من العالم، وخاصة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويعتقد المنتقدون أن الجائزة تنحاز للإنجازات العلمية والسياسية الغربية، وتهمّش إنجازات الثقافات الأخرى.
وحصد العرب العديد من جوائزها في جميع حقولها، ومنها جوائز للسلام لكل من: الرئيس المصري الراحل محمد أنور السّادات، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومحمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، واليمنية توكل كرمان، وكذلك الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس في السلام، وكذلك أحمد زويل في الكيمياء، ونجيب محفوظ في الآداب، وإلياس خوري في الكيمياء.
وتكرم الجائزة البحوث العلمية والكتابية والأعمال الأدبية المختلفة، التي ترى مؤسسة نوبل أنها تمثل خدمة إنسانية عليا، حيث لا تقتصر على القيمة المادية، بل تحظى بمكانة رفيعة تزيد من قيمة الجامعة أو المؤسسة أوالشخص الحاصل عليها، كما أن المدارس والشركات الحاصلة عليها تصبح ذات قدرة أكبر على المنافسة في الحصول على المنح.
ستبقى الجائزة رمزاً عالمياً للتميز والإنجاز البشري، حيث تحتفي بالابتكارات والاكتشافات التي تحدث فرقاً إيجابياً في حياة الناس حول العالم، فأصبحت منذ تأسيسها معياراً عالمياً للاعتراف بالجهود الاستثنائية في مجالات العلوم والآداب والسلام والطب والاقتصاد والفيزياء والكيمياء، ومساهمةً في إلهام الأجيال القادمة لمواصلة العمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتقدماً للبشرية التي هي بأمسّ الحاجة لذلك، في ظل ظروف غير مستقرة، وتتأرجح يمنةً ويسرةً، فسفينة البشرية تتلاطم مع الرياح العاتية والأمواج الجارفة، فضاعت السفينة بين اشتباك الرياح والأمواج لتبقى متلهفة لربانٍ واعٍ وحكيم يقودها باحترافية وسلاسة، ليوصلها إلى بر الأمان.
[email protected]
0 تعليق