طبيعي أن تكون هناك مصطلحات ومسميات حديثة تواكب تطور العصر، نكتشفها ونتعلمها وتصبح جزءاً من الواقع، منها مثلاً «الموارد التعليمية المفتوحة» التي نسمع عنها حالياً، خصوصاً مع استضافة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة «مؤتمر اليونسكو العالمي الثالث للموارد التعليمية المفتوحة» الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ضمن فعاليات قمة المعرفة، يومي 19 و20 نوفمبر الجاري بمركز دبي التجاري العالمي.
توسّع دبي آفاقنا باستضافتها حدثاً عالمياً لم يسبق أن حط رحاله في منطقتنا العربية، كما تفعل دائماً عبر إطلاق المبادرات والمنتديات واستقطاب الشخصيات العامة والرؤساء والقادة والمشاهير وأصحاب الأموال والأعمال، فتقدم فرصاً ثمينة لكل إماراتي ولكل مقيم على أرضها للقاء أهل الخبرة والعلم، وللاستفادة من تجارب الآخرين والانفتاح أكثر فأكثر على العالم، ومؤتمر موارد التعليم المفتوحة فرصة جديدة تتيح لنا جميعاً فهم ومعرفة واكتشاف تلك الوسائل الحديثة التي تتيح للجميع التعليم والتعلم والتعاون مع الآخرين لنشر المعرفة وتعميمها، علماً أن شعار المؤتمر هذا العام «المنافع العامة الرقمية: حلول مفتوحة لوصول شامل إلى المعرفة».
موارد التعليم المفتوحة هي كل المواد المتاحة لتعليم كل الناس والتي يتم نشرها عبر الوسائل الالكترونية الحديثة، مثل الكتب وبعض المحاضرات والفيديوهات التعليمية والاختبارات.. مواد تعليمية وتثقيفية المهم أن تكون موثوقة، أي إنها صادرة عن أشخاص يعلمون جيداً ماذا يقولون ولديهم الخبرة الكافية لتحمل مسؤولية نشر تلك المواد ليتعلم منها كل الناس، وهنا الفيصل الذي يجب التوقف عنده والتأكيد عليه، لكي لا يدخل على الخط «هواة المحتوى والشهرة» الذين يدّعون الفهم في كل شيء، ويلتقطون طرف المعلومة من هنا وهناك ويعيدون نشرها مع إضافة معلومات تضر متلقيها لعدم صحتها أو دقتها.
ما أسهل نقل المعلومات وإعادة نشرها بطرق مختلفة في زمننا هذا، وما أسهل تلقيها من قبل الكبار والصغار في كل بقاع الأرض، لكن ليس كل ما نشاهده ونسمعه ونقرأه دقيقاً، لذا وجب التأكد من المصدر، وهو ما قد يغيب عن الطالب أحياناً كثيرة، فحتى في العلم والمعلومات والدراسات يتم التلاعب بالمضمون أو تحويره من قبل البعض، خصوصاً وأن وسائل البحث أصبحت سهلة ومتوفرة ومتاحة للجميع ومجاناً، ولاشك أنها تترك أثراً في أساليب التعليم وجودته.
0 تعليق