زراعة مليون شتلة من مواطن مزارع بسيط، مبادرة فردية بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، تحتاج إلى دعم منقطع النظير من كافة الأفراد والمؤسسات لزراعة الإمارات وزيادة الرقعة الخضراء في بلادنا، وما زال الباب مفتوحاً على مصراعيه لمثل هذه المبادرات الفردية والحكومية، استجابة لقيادتنا الرشيدة في حملة «ازرع الإمارات»، زراعة وحباً للأرض التي نمشي عليها، ونعمرها بالبساط الأخضر على مد البصر وليس فقط بالبنيان.
هنا ننظر حتماً للمشمِّرين عن أيديهم للمساهمة في نشر اللون الأخضر المناسب لبيئتنا، خاصة حين يكون من أشجارها المثمرة، والعتيقة والمعمرة، نحن نزرع اليوم، وغداً يستظل بها أحفادنا، وتنعم بها المخلوقات، وبالتالي نعزز دورة الحياة بنشر الزراعة في كل مكان، وهنا أيضاً ننتظر دور البلديات والمختصين في المشاتل، المبادرين بنشر ثقافة أسس الزراعة الصحيحة، خاصة التي يعمل بها المختصون في الزراعة لنشر الشتلات التي تصلح فعلاً لبلادنا وأرضنا وتربتنا، مع التوصيات المصاحبة لكل مبادر للمشاركة في الزراعة، كي تعم الفائدة وتنجح المبادرة.
مبادرة المواطن سالم القايدي صاحب مبادرة مليون شتلة، وكذلك مبادرة المواطنة منى السويدي التي قادت مجموعة من المواطنات المزارعات وأسسن بنك البذور، ويتبادلن البذور الأصيلة ويوزعنها مجاناً على الراغبين بالمشاركة في تجميل منازلهم وحدائقهم الداخلية بأنواع النباتات التي تصلح لذلك، سواء كانت من النباتات المثمرة من الخضروات والفواكه أو أشجار الزينة والورود، مبادرات تسعى بكل رحابة صدر للمشاركة بزيادة رقعتنا الخضراء بكل حب وود، وطول بال وصبر، وهي الصفات التي يتلمسها المزارع من الزراعة، وتنعكس على سلوكياته، حين يزرع الشتلة الصغيرة ويصبر عليها إلى أن تثمر، ويحظى بثمارها أو بمنظرها الآسر.
ثقافة الزراعة لا يقتصر أثرها على الأرض فقط، إنما على المشاركين فيها، فهي تنفس عن المرء وتخفف عنه ضغوطات الحياة، وتساعد على حل كثير من المشكلات، خاصة للأطفال، فالزراعة تستوعب طاقاتهم ونشاطهم خاصة ممن يعانون فرط الحركة، وكذلك للأسوياء منهم تنمي إدراكهم وشغفهم في الحياة، خاصة حين يتابع شجرته تنمو أمامه يوماً بعد يوم، والجميع يتذكر فقرة الزراعة في المدارس حين كان الدرس عن البذور وكيفية زراعتها، كيف كنا نستغرب نمو البذرة وهي فقط بصحن فيه قطن وماء، فالقطن كان تربتها، كنا نضعها في مكان مظلم ونراقب تفتح البذور.
نرجو ألا يكون ذلك الدرس ألغي من مناهجنا، خاصة في المراحل الأولى، لنعزز ثقافة أجيالنا بالزراعة، ونربطها بهويتها ووطنها المعطاء، فشكراً لكل مبادر في حملة «ازرع الإمارات»، وشكراً لكل المشمرين لزيادة رقعتنا الخضراء.
0 تعليق