هو الحدث المنتظر كل عام، مهرجان يحتفي بالكتاب والقراءة والثقافة استطاع على مر سنوات طويلة أن يجذبنا جميعاً، كباراً وصغاراً لنلتقي ونشارك بكل فرح ومتعة في قراءة الكتب ومتابعة الفعاليات وأكثر من ذلك، فتح للناس جميعاً أبواب اللقاء بالمؤلفين والمشاهير، الذين يستطيعون إلهامنا بقصص نضالهم وينقلون إلى الشباب والصغار خبراتهم وعلاقتهم بالكتاب والقراءة وبالنجاح والأضواء.
معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي اختتمت دورته الـ 43، هو الحدث الذي استطاع أن يزيدنا إبهاراً هذا العام باستضافته نجماً كبيراً وأسطورة عربية الكل يحبها ويتشوق للقائها، النجم المصري- العربي- العالمي محمد صلاح الذي تحوّل وصوله إلى الشارقة ومشاركته في معرض الكتاب وحديثه أمام الناس مباشرة عن تجربته وانطلاقته وسفره من مصر إلى أوروبا وكفاحه من أجل أن يصبح نجماً عالمياً، فكان وجوده حدثاً في قلب الحدث.
طبيعي أن يحتشد كل هؤلاء الناس لمشاهدة «مو صلاح» عن قرب والاستماع له، «حشد تاريخي في الإمارات» كما أطلقوا عليه، فإذا كان معرض الشارقة للكتاب يستقبل الملايين كل دورة، فكيف إذا أضاف إلى نجاحه حضور النجم الخلوق والمحبوب محمد صلاح؟ وهنا نتوقف عند بعض ما قاله «مو صلاح» في إطار حديثه عن العالمية.
صلاح لم يحقق نجاحاً منذ أن وطِئت قدماه أرض بريطانيا، بل فشل وعافر واجتهد حتى حقق حلمه وأكثر؛ يقول إنه راقب ما يحصل من حوله وكيف يتصرف اللاعبون الأجانب، الانضباط والالتزام والتمارين المستمرة.. وبدل أن يقرر تقليدهم واتباع نهجهم، قرر أن يكون «مختلفاً عن الجميع، وأكثر التزاماً وتطوراً منهم حتى يكون هو قدوة لهم»، هنا يكون محمد صلاح قد وضع لنفسه سقفاً ارتقى بطموحه إلى أعلى درجة ووضع لعزيمته قائمة تحديات تقوده مباشرة نحو التميز فيصبح نجماً عربياً في بلاد الغرب، ويصبح «سفيراً للوطن العربي في الغرب» على حد قوله.
لاعب ليفربول الإنجليزي، لم يكتفِ بالتدريبات الرياضية والكروية بل حرص على إتقان اللغة الإنجليزية وقال في معرض الكتاب إن القراءة لعبت دوراً مهمّاً في صقل شخصيته، خصوصاً بعد انتقاله إلى الدوري الإنجليزي والتحاقه بصفوف نادي تشيلسي الذي لم يحقق فيه أحلامه ولا طموحاته، فوجد «ضالته في الكتب التي أسهمت في توسيع معرفته»، كما ذكر.
وما لفتنا أيضاً أن زوجة صلاح تقرأ القصص لابنتيه، والأهم أنه وزوجته يبعدان ابنتيهما عن عالم السوشيال ميديا وليس لديهما هاتف خلوي حتى الآن ولا تعرفان شيئاً عن التواصل الاجتماعي! صلاح يثبت مجدداً أنه خير قدوة وخير نموذج يمكن أن يقتدي به شبابنا.
0 تعليق