الفشل عندما يكون سبب النجاح!! - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عندما يقال إن الفشل هو جزء من النجاح، أو إن الفشل في بعض الأحيان، يعتبر نعمة، وسبباً نحو التميز والإبداع، وأيضاً دافعاً نحو التطوير والنمو الشخصي، فالبعض قد يرى أنها مقولات تتعارض تماماً مع ما عرف عن الفشل من إخفاق، فهو أولاً وأخيراً، عكس النجاح، فقد أخفق الشخص، بينما الآخرون يجتهدون ويتفوقون ويتميزون عنه. من هذا الجانب، ووفق هذه الرؤية، فإن الفشل يكون سلبياً، وهو -بالفعل- عكس النجاح، عكس العمل المثمر المتميز، -وبالفعل- فإن معيار الفشل والنجاح، هو المعيار الذي يوضح الصواب والخطأ، يوضح المتميز عن الرديء، ويبين التفوق والهبوط، ويوضح التقدم والتراجع.
ومع هذا فإن الفشل يقدم خدمات جليلة، بل قد يقود نحو منجزات تتجاوز الاعتيادية، أو تخرج عن إطار النجاح المكرر، أو النجاح الاعتيادي. مثل النجاح في الحصول على الشهادة الجامعية، حتى ولو بتفوق، إنه نجاح اعتيادي، ملايين ممن تجاوز المرحلة الجامعية وبتفوق، لا جديد. لكن ماذا عمن تجاوز المرحلة الجامعية، وأعد النفس، بالمزيد من التعليم والبحث والتقصي وزيادة معارفه وعلومه، ثم حقق إنجازات غير مسبوقة، سواء في مجال عمله، أو في تجارته واستثماراته، أو في أي جانب من جوانب الحياة؟ -دون شك- إنه يسمى بالتفوق والتميز. يجب ألا نعتبر تجاوز أي مرحلة من مراحل الحياة، بالنجاح، وكأنها إنجاز غير مسبوق، لأن النجاح الحقيقي، هو في سعيك نحو الابتكار، والإبداع، والتميز في كل عمل تقوم به، في أي مفصل من مفاصل الحياة.
من هنا يجب أن تتطور رؤيتنا للفشل، وأن ندرك أن كثيراً من الناس ممن أخفقوا، وعانوا من الفشل الذريع، كان هذا سبباً قوياً ودافعاً للتطور والنمو الشخصي. لأنهم تعلموا من الأخطاء، فكانت كل تجربة فشل، بمكانة دروس راسخة، وثابتة، وقوية، وواضحة. من الجانب العلمي، هناك دراسة أجرتها جامعة ستانفورد، في عام 2012 كان موضوعها: دور الفشل في تعزيز الابتكار والإبداع. وقد وجدت الدراسة: «إن الأفراد الذين يتعرضون للفشل قبل النجاح يظهرون مستويات أعلى من الابتكار والقدرة على حل المشكلات موازنة بالأفراد الذين لم يواجهوا الفشل وأن الفشل ليس عقبة، بل فرصة للتعلم والنمو.. وإن الأفراد الذين يتعلمون من إخفاقاتهم يظهرون تطوراً مستمراً في أدائهم بمرور الوقت، ويصبحون أكثر قدرة على التفكير الإبداعي في مواجهة التحديات». لذا، من الأهمية الوعي، بأن هناك فرصاً أخرى، مع كل إخفاق، وأن فشلك اليوم قد يكون هو سبب نجاحك غداً..
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

أخبار ذات صلة

0 تعليق