هذا الوطن ليس كأي من بلاد الدنيا، أرضه مختلفة.. رائحته مختلفة.. هواؤه مختلف.. شعبه مختلف.. قادته ليسوا كأي قادة في الكون.. الحب فيه مختلف.. الحب فيه تماهٍ بين شعب وأرض، بين شعب وقادة، بين قادة وشعب.. ذوبانُ عشقٍ حتى النخاع.
نحتفل اليوم بوحدتنا.. ومرور 53 عاماً على إعلان اتحاد القلوب والشعوب والأرض في بوتقة واحدة، لمت الشمل وأصغت لمنطق الإرادة الصادقة في خلق كيان مختلف كل الاختلاف عما حوله، كيان يصنع المستقبل بكل تحدٍ، ويصنع الفارق ليس في الأرقام فقط بل على أرض الواقع المعيش وبشكل يومي، قد يظن البعض أن ذلك كان صدفة من صدف الزمن، أو أنه جاء بسهولة ويسر، من لا يعرف التاريخ ومن لم يقرأ كيف كانت الأمور في تلك الحقبة من الزمن سيقول ذلك، لكن الواقع الحقيقي والمعروف لمن عاشه أو سبر حوادثه يعرف تمام المعرفة أن هذه الدولة صنعها رجال عرفوا ماضيهم وحاضرهم، واستقرؤوا المستقبل، فتوكلوا على الله بكل ثقة وإيمان وإرادة، ووضعوا كفوفهم في يد زايد وراشد ملقين خلفهم كل شجون الماضي وصعوباته ومنغصاته ومشاكله، معلنين قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، لتغدوا واحدة من أرقى وأكثر دول العالم تقدماً وتحضراً وتطوراً.
ونحن كشعب، إذ نحتفل اليوم بيومنا الوطني، نرفع رؤوسنا عالياً، شامخة مفتخرة أننا أبناء هذه الأرض وأننا أبناء زايد، وأننا صناع شركاء في صناعة هذا الكيان الوحدوي، وأننا تناسينا هوياتنا الإقليمية وامتزجنا أرضاً وإرادة ووجداناً، وليس لنا من مسمى سوى «إماراتي».. إماراتي وأفتخر.
نحتفل ونحن في الجيلين الثاني والثالث من قادة هذه البلاد، الذين غلبهم الحب لهذه الأرض فحثّوا الخطى بقلوب صادقة مؤمنة وبوطنية خالصة ليس لهم هدف إلا بناء هذه الدولة وتطورها ونهضتها وسعادة شعبها بكل الوسائل والسبل والطرق، والشواهد على ذلك لا تُعد ولا تحصى وفي كل المجالات.
لا يسعنا ونحن نحتفل بعيد اتحادنا الـ53 إلا أن نرفع أكف الدعاء لله رب العالمين داعينه بكل إيمان ويقين أن يحفظ هذه الأرض آمنة مطمئنة، ويحفظ لنا حبات قلوبنا قادتنا المخلصين، وأن يزيدنا لحمة وتجمعاً وحباً وإخلاصاً لهذا الوطن، وأن يقدرنا على الحفاظ على مكتسباته والمساهمة في تطوره ورقيه وأمنه وأمانه، داعينه تعالى بشعور داخلي من شغاف القلب موقن بفحوى ومعنى ومغزى قوله تعالى في الآية الكريمة (فرِحينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ).. إنه فضل الله علينا، ونحن به فرحون شاكرون.
اللهم أسبغ نعمك ظاهرة وباطنة علينا، واحفظنا وأرضنا وقادتنا.. إنك سميع مجيب.
0 تعليق