«إن أكبر استثمار للمال هو استثماره في بناء أجيال من المتعلّمين والمثقفين»، لا يمكن أن يأتي عيد الاتحاد الـ 53 ولا نعود بالذاكرة إلى الأسس التي بنيت عليها دولة الإمارات، والركائز المتينة التي وضعها القادة المؤسسون، ولا يمكن أن يغيب عن البال كل ما قاله المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الثاقبة في كل تفصيلة أسهمت في تشكيل بناء الدولة.
نذكر جيداً كيف كان أبناء الإمارات ينادونه «بابا زايد»، وكيف اعتبر أن «الازدهار الحقيقي للدولة هو شبابها»، وأثبت الزمن أنه كان على حق، وأن ما سار عليه القادة والشيوخ نهج راسخ أدى إلى تمكين الشباب من العلم والعمل، والإيمان بقدراتهم وتحصينهم بالتعليم والمعرفة، فوصلت الإمارات إلى القمة سريعاً، وحجزت لنفسها مكاناً بين كبار الدول في مجالات مختلفة.
احتفال أبناء الإمارات بعيد الاتحاد الـ 53 في مختلف أرجاء الدولة يفوق الرغبة في التعبير عن الفرحة، فما يختلج صدورهم هو الفخر والاعتزاز بالإنجازات التي تحققت منذ التأسيس وحتى اليوم بل وحتى الغد، لأن كل ما تخطط له وتنفذه الدولة يضع المستقبل أولوية وينظر إلى البعيد غير مكتفٍ بالحاضر ولا ينحصر بالإمكانيات الموجودة، بل يرفع سقف الطموح عالياً ليطلق مشاريع تكفل لأبناء هذا المجتمع حياة كريمة مستدامة.
ما أنجزته الإمارات في 53 عاماً، سبق ما تفعله دول كبيرة تراوح مكانها ودول تتراجع في نهضتها، وصلت إلى العالم فجاءها مرحّباً مبهوراً بما رآه من تقدم وتطور وجمال على أرضها، بل صارت رمزاً للإبهار يقصدها المشاهير والنجوم ويُكتب اسمها في المريخ والفضاء.. هنيئاً لأبناء الإمارات بعيد الاتحاد، وهنيئاً لهم بقادتهم الذين عملوا وسعوا وسهروا من أجل تحقيق هذا التقدم، ومن أجل تحقيق أرقام قياسية يحكي عنها العالم، وأن يكون «أسعد شعب» هو الإماراتي، وأن تكون الإمارات هي أرض الحلم لغالبية الشباب العرب، وأن ينعم الشعب بالأمن والأمان في ظل دولة تسعى إلى إسعاده وتأمين الرفاهية له باستمرار.
الثاني من ديسمبر ذكرى ولادة دولة المستقبل والمعجزات، ولادة الدولة الشابة المؤمنة بشبابها والتي تفتح أمامهم الأبواب ليتحملوا المسؤولية ويرفعوا اسم بلدهم عالياً، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «نواصل الدرب لتبقى الإمارات متقدمة وملهمة على الدوام بأبنائها وبناتها الذين يملؤهم حب الوطن والانتماء إليه والاستعداد للدفاع عنه وحماية مكتسباته».
0 تعليق