"لكل زمان مضى آية، وآية هذا الزمان الصحف، لسان البلاد، ونبض العباد، وكهف الحقوق، وحرب الجنف".
بهذه الكلمات الخالدة، وصف أحمد شوقي دور الصحافة كمنبر للحق وأداة للكشف عن الحقيقة ومواجهة الظلم.
لكن هذا الدور الذي اعتُبر لعقود أساسًا للحرية الفكرية أصبح اليوم أمام تحديات جديدة فرضتها الثورة الرقمية وصعود عمالقة التكنولوجيا.
ففي ظل صراع المصالح بين شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام، أصبحت تساؤلات استقلالية الصحافة ومصداقيتها محور النقاش. وتجسّد الشراكة الأخيرة بين "ميتا" ووكالة "رويترز" نموذجًا لهذه التحديات.
ورغم الوعود بتحسين الإعلام عبر مثل هذه الاتفاقيات، تثار مخاوف حقيقية بشأن تأثيرها على حقوق الصحفيين واستقلالية المؤسسات الإعلامية. كما قالت الكاتبة والفيلسوفة آين راند: "لا يمكن للحرية الفكرية أن توجد من دون حرية سياسية، ولا يمكن للحرية السياسية أن توجد من دون حرية اقتصادية".
اتفاقية ميتا ورويترز: شراكة تثير الجدل
في أكتوبر الماضي، أعلنت "ميتا بلاتفورمز" عن تعاون مع وكالة "رويترز" لتزويد روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص بها بمحتوى إخباري محدث، مما يعكس شكلاً جديدًا من التعاون بين الشركات التقنية والإعلامية.
ومع غياب التفاصيل المالية، تُطرح تساؤلات عن شروط هذه الصفقة وتأثيرها على الصحافة.
أصداء التحالف
بينما تقدم هذه الشراكة وعودًا بتمكين المستخدمين من الوصول السريع للمعلومات، يرى البعض فيها تهديدًا لاستقلالية الإعلام وتقويضًا لنماذج أعماله التقليدية.
مستقبل الصحافة في مواجهة التكنولوجيا
وسط زخم الشراكات والنزاعات القانونية، يبقى السؤال: هل ستظل الصحافة قادرة على حماية دورها كمصدر للمصداقية، أم أنها ستصبح رهينة لتوجهات الشركات التقنية الكبرى؟
0 تعليق