كما تترافق الشمس مع الكلمة في صباح يوم العيد، تترافق القلوب المحبة للحياة مع الحياة، وتلتفت إلى الضوء الذي يتسلّل بمحبة إلى الصباح وهو يحمل نسمات الفرح ويتنفّس بها.
هذا هو الصباح الذي استقبلنا به يوم الثاني من ديسمبر هذا العام الذي تنقضي فيه ثلاثة وخمسون عاماً، على القرار التاريخي في مثل هذا اليوم، ليكون الثاني من ديسمبر عام 1971، إعلان قيام اتحاد الإمارات..
هذا الإعلان كان منهجاً عميقاً بعيد الرّؤى لدولة، كان هدفها الأسمى والأعلى هناء مواطنيها وأمانهم وراحتهم، وتحويل هذه الأراضي الجرداء القاحلة، جناناً خضراً وارفة، ومساحات شاسعة تضمّ كل ما يضفي عليها عناوين الحضارة بكل أبعادها..الأمان والأمن والغذاء والصحة والعلم، والرفاه والسعادة.. فضلاً عن بناء أرقى المنشآت التي تُعنى بخير الناس.
وبحلّة إبداعية تعكس التراث الإماراتي العريق،احتفلت الإمارات هذا العام بعيد الاتحاد بعرض رسمي أقيم لأول مرة في مدينة العين «دار الزين»، الحدث الذي جسّد قصة الاتحاد من جذوره العميقة وصولاً إلى تطلعاته المستقبلية.
تميز الاحتفال الرسمي هذا العام بمحوره الرئيسي عن مسيرة الاتحاد، وارتباطها بالطبيعة والاستدامة، مستمداً الإلهام من موقع الحفل المميّز في متنزه «جبل حَفيت» أحد مواقع التراث العالمي المدرج على قائمة «يونيسكو».
وقدّم العرض قصة مُلهمة توثق تاريخ الاتحاد، وتبرز قيمه التي تحملها الأجيال، ونجح في تقديم تجربة متكاملة تمزج بين الفخر الوطني والابتكار الفني.
وحمل الحفل لهذا العام رسالة هي أن«التمسك بجذورنا الثقافية هو الطريق نحو بناء مستقبل مستدام لدولة الإمارات».
الجذور الثقافية لهذا الوطن ، تعني عمق الأصالة والكرم والشهامة وإغاثة الملهوف.. فلم يبق مكان بحاجة إلى مساعدة أو عون في العالم كلّه، إلّا وصلته يد الإمارات المعطاء.. ومن هنا كان تفاعل المقيمين مع هذا الجذور، وأضحى كثير منهم، جزءاً أساسياً من ثقافة هذه الأرض الطيّبة، وأصالة شعبها.. والهدف المستقبل الذي سيكون أكثر إشراقاً وبهجة..
وكان لطبيعة العين الخلّابة وتراثها العريق وموقعها المميّز، أثر كبير في اختيارها، لتكون حاضنة للاحتفال بروح الإمارات وجمالها الأصيل؛ حيث روى الحفل قصة غنية تعكس ثقافة شعب الإمارات وتقاليدهم عبر الأجيال، وصولاً إلى حاضرها المزدهر، رغم اعتماده على تقنيات حديثة ومتقدمة لتحقيق تجربة استثنائية ومتكاملة، كالإسقاط الضوئي على المسرح، والطائرات من دون طيار ونجم سهيل.
إماراتنا.. دام العطاء والبهاء.. فخورون بثلاثة وخمسين عاماً.. والقادم حافل بالمزيد،، إن شاء الله.
[email protected]
0 تعليق