حواريّة رسالة الثقافة والإعلام - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قلت للقلم: ما هي الأمانة العاجلة التي على المثقفين والإعلاميين العرب حملها، فتشعّ بتجليات جديدة في هذه الحقبة الحرجة من تاريخنا؟ قال: ما كنت أظنك تُدخل شعبان في رمضان بهذه السهولة، ولن أضيّع الوقت في جدل يمكن أن يطول بلا طائل. شعبان الثقافة غير رمضان الإعلام. الثقافة هي من جنس صبر أيوب، من طينة الرويّة، من معدن البحث، من طبيعة التأملات. الإعلام غرامه الحدث، شوقه إلى المعلومة، تعطشه إلى السبق وجوعه إلى الإثارة، حتى حين يتدثر بالرصانة.
قلت: أضللتني بالالتواء، ما أظلمك، فما الذي يُرتجى من تلك ويُرجى من ذا؟ قال: القضية أبسط ما يكون، غير أنها أعسر ما يكون. بكلمة واحدة: التوعية. لا ينصرفَنّ ذهنك إلى أنني أطلب المحال، أن يكون العرب على كلمة واحدة. إذا لم تكن رسالة الثقافة والإعلام هادفةً إلى التوعية، فما المبتغى منهما؟ من حقك أن تعجب لافتقار الشعوب العربية طوال التاريخ الحديث، قل منذ مطلع القرن العشرين إلى الوعي. خذ مثلاً: كان عسير الهضم على الأفهام إدراك أن العلوم والتقانة هي أخطر شيء يتهدد حياة الشعوب وهويتها وسيادة أوطانها، إذا لم تمتلكها. لم تستطع العقول في بلاد العرب استيعاب أن الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وألوان التقانات، إنما هي القلاع والحصون وأجهزة المناعة، التي تحمي وجود الشعوب والأمم.
قلت: من المثقفين من يرى أن تكون للثقافة شخصيتها في التوعية. في النحو دروس استراتيجية: الأهم هو إدراك ظرف الزمان وظرف المكان في الحال، بأن يكون العربي في الجملة هو الفاعل، وأن تكون الدول العربية لها تمييز بالنسبة والعدد، يجمعها العطف، فالكل مضاف ومضاف إليه، كحروف الجرّ تنوب عن بعضها بعضاً، بينها تنسيق أدوار مثل إنّ وأخواتها وكان وأخواتها، حتى لا تذهب في خبر كان، ولا تكون المستثنى أو الجملة الاعتراضيّة. أمّا بحور الشعر، ففيها برنامج بديع: التعاون الكامل، المديد، الطويل، الإجراء البسيط، التشاور المتقارب والعون السريع. قال: لكن كل ذلك لا يصنع قُرصاً مضادّاً حيويّاً واحداً للدفاع عن الجسم.
لزوم ما يلزم: النتيجة الارتباطيّة: إذا تحقق الوعي بأهميّة النهضة العلميّة، فقد تنفّس صبح التنمية الشاملة.
[email protected]

أخبار ذات صلة

0 تعليق