طريق الإمارات نحو الفضاء - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ليس مبالغةً القول إن برنامج الإمارات لاكتشاف الفضاء، والاهتمام بهذا المجال، أسهم في توجه كثير من دول العالم، نحو هذا المجال، وأعطى زخماً ودفعة لصناعات الفضاء، في دول لم يُعرف عنها الاهتمام بهذا التوجه من قبل برنامج الإمارات للفضاء، الذي بدأ قوياً لأنه انطلق من النقطة التي وصلت لها دول معروفة بالسبق والتطور في هذا المجال.
إن صناعات الفضاء، والاهتمام بهذا المجال، كان لها مردود قوي على التطور البشري، فقد أسهمت التقنيات الفضائية، والصناعات في هذا المجال، في تطور كثير من المجالات والصناعات الأخرى التي خدمت الإنسان على كوكب الأرض، وبالتالي، كانت الصناعات والمبتكرات الموجّهة لخدمة رواد الفضاء والبعثات العلمية التي تُرسل لاكتشاف الكواكب والأقمار، لها أثرها الكبير ومردودها القوي في الإنسان، وفي حياته على كوكب الأرض.
وبالتالي، ساهم الاهتمام باكتشاف الفضاء في تسريع البحث العلمي، بل ووفّر تقنيات غير مسبوقة، هي الآن تُسهم في رفاه الإنسان وسعادته وجودة حياته. نظام تحدي المواقع العالمي GPS الذي سهّل لنا عمليات التنقل، والذي جعل المواقع والأماكن في مختلف أرجاء العالم كأنها كتاب مفتوح، حتى تلك المدن والعواصم، التي نزورها لأول مرة، جعلنا نتنقل في أرجائها كأننا من ناسها وأهلها، نعرف مواقع المتاحف، والمكتبات، والمطاعم وأفضل الفنادق، والمسارح، وغيرها من المواقع المهمة، والتي فيما مضى كنا نحتاج لمرشد ودليل أو خرائط تستنزف الوقت والجهد للمعرفة، وقد نخطئ.
هذه التقنية المتعلقة بتحديد المواقع، تعتبر من تقنيات الفضاء، حيث اخترعت لتحديد موقع المركبات الفضائية والأقمار الصناعية، والكواكب، والأبعاد، ونحوها، وأسهمت في تخطيط الرحلات الفضائية، ومدار الرحلة، ونحوها من التفاصيل. ثم تمّ نقلها لتصبح جزءاً من حياتنا اليومية.
هذا مجرد مثال، لأثر صناعات ومبتكرات الفضاء، التي تعتبر استثماراً ناجحاً في مجالات كثيرة، ومنها، تقنية‏ المعلومات، الطيران، الروبوتات، وغيرها، والتي لها إيجابيات على الاقتصاد العالمي.
لقد أدركت الإمارات، منذ وقت مبكر، أن دراسة الفضاء والاهتمام به، محفز لتطوير التكنولوجيا، الحوسبة والاتصالات، وستدعم العديد من الصناعات الأخرى، التي لها تأثير في حياتنا اليومية. هذا الشغف بالفضاء والاهتمام بمجالاته بدأ مبكراً في الإمارات، على يد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عندما التقى رواد بعثة «أبولو 15» في عام 1974م، واليوم تحوّلت تلك الرؤية والاهتمام لواقع يتمثل في برامج ومشاريع ملهمة وواعدة.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق