خلقت البشرية على أسس، منذ ولادة سيدنا آدم وأمّنا حواء عليهما السلام، بنيت على التكامل والاحتواء، فحين ضاق صدر آدم وشعر بالوحدة، خلق الله أمّنا حواء من ضلعه لتكون أنيسته، ونصفه الذي يقتسم معها الحياة، في صورة لالتصاق الرجل والأنثى، ولكلٍّ شخصيته واستقلاله في جسده، وعواطفه، وتفكيره، ولا أحد منهما ينقص بشيء عن الآخر. فالله مكّن المرأة وحفظ لها حقوقها، وصانها في كل الديانات، وما صار عليها من جور، إنما هو فعل البشر، وهي التي رفعها الله قدراً ووزناً، لأنها أصل الحياة والأسرة.
منذ أيام، أعلنت حكومة دولة الإمارات، إنشاء وزارة الأسرة، وتغيير مسمى وزارة تنمية المجتمع، إلى تمكين المجتمع، والمتفحص في ما تريده الحكومة في الوزارتين، يدل على عمق كبير في إصرار قادتنا على أن هُويتنا، وثقافتنا وأسرنا خط أحمر، والمغالطات والأفكار الدخيلة، جذور بالية وجب استئصالها، ونفض الغبار من جديد على الأسرة الإماراتية التي هي رمز عالمي في الأصالة، والوحدة، والترابط، وأصل في احترام الكبير واحتواء الصغير، وما كان دون ذلك فهو فكر لا يمثلنا.
الأسرة فيها الفتاة والشاب، وفيها قيمة الاحترام أعلى مراتب التربية، وأن يكون المرء مدركاً أنه حين يربّي أبناءه فهو يؤثر مباشرة في رسم خطوط مستقبل هذا الوطن الذي له خصوصيته في لغته، وتوازنه، ومبادئه وقيمه. وأن التباهي بلغة ليست لغتنا، والتجرد من حشمة أهلنا، والتعالي على من يكبرنا، صور لا نريدها ولا نبغي لها إلا الضمور والفناء.
كل امرئ على هذه الأرض يجب أن يعي ما تعنيه الأسرة الإماراتية، ولماذا نحن متمسكون بما تربّينا عليه، ولا يفاضل أحد علينا بتقدمه أو أسلوبه إلّا تكلمت أفعالنا، ومشاهدنا رداً صريحاً، دونما الحاجة إلى النطق.
التمكين بكل معانيه واضح، ونطمح أن يكون متوازناً، وتأصيل أهمية البيئة التي تحافظ على نفسية المرأة، الأم، الأخت، الزوجة، العاملة، المرأة بكل مسمياتها، ولن ينكر أحد أن توازن المرأة واستقرارها النفسي سينعكس مباشرة على البيت الذي تأتي منه، والرجل الذي يريد أن يكون أسرته مع امرأة متوازنة، وجب عليه أن يتعلم ويفهم نصفه الآخر، ويشاركها الفهم ويساعدها لأن تفهمه أيضاً، وأخذ الأمور برويّة ويتذكر كل منهما، لماذا هما مهمّان في هذه الدولة، ولماذا تتابعهما في أدق تفاصيل حياتهما، وما يحتاجان إليه.
إن المئوية التي نتطلع لها تحتاج إلى أن تكون مبنية على جسور قوية، روابط لا تنفك، لأن الإمارات واتحادها والمحافظة عليها، واجب وفرض.
0 تعليق