قناة الإمارات الثقافية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لدينا في بلادنا في مختلف إمارات الدولة الكثير من القنوات التلفزيونية، ليس ذلك فقط فهناك قنوات متخصصة سواء رياضية أو تراثية أو تبث البرامج القديمة أو إخبارية أو قنوات خاصة بعرض الأفلام فقط أو قنوات خاصة ببرامج الأطفال وبعضها يبث باللغة الإنجليزية، مع العلم بأن عدد الهيئات العربية التي تتولى بث القنوات الفضائية قد بلغ 758 هيئة منها 29 هيئة عمومية باعتبارها هيئات محلية تابعة لإحدى إمارات الدولة، مما يعني أن لدينا 729 هيئة في القطاع الخاص، والكثير منها إما يخاطب الجاليات المختلفة الموجودة على أرض الدولة.
إلا أنني ومن خلال متابعة فاحصة نوعاً ما، لم أجد قناة ثقافية متخصصة تقدم فقط البرامج الثقافية أو تنهض بالفكر والثقافة وتروّج وتسوّق لكل ما يتصل بالثقافة بمفهومها الشامل العام الذي يشمل الآداب المختلفة والفنون والموسيقى وما يتعلق بالإبداع الإنساني، ولم أجد حتى على مستوى الوطن العربي قنوات ثقافية متخصصة إلا عدد قليل جداً، ففي المملكة العربية السعودية وقّعت وزارة الثقافة ومجموعة «إم بي سي» اتفاقية لتدشين وتشغيل قناة تلفزيونية ثقافية تواكب وتعمل على ما يتفق مع أهداف رؤية 2030 للمملكة، وقد أصبح لها حضور مميز وفاعل ليس فقط كقناة تلفزيونية، بل كمروّج ومسوّق للثقافة السعودية والثقافة بمفهومها الشامل، ولها دورها الفاعل في مجمل مفاصل الحياة الثقافية وجوداً وحضوراً وتغطية، ومحفزاً، ولا تختلف عن ذلك قناة عُمان الثقافية التي تعكس ثراء الثقافة العمانية بما تقدمه وتطرحه من برامج.
وإلى جانب السعودية وعُمان، هناك القناة الثقافية التابعة للتلفزيون المغربي التي باتت رافعة للإعلام الثقافي بمعناه الواسع، وأداة للتواصل مع حقول ثقافية وفكرية وفنية وتربوية.
ومع التطور الهائل في دولتنا الغالية أرى أننا نحتاج فعلاً إلى قناة تلفزيونية ثقافية تعكس هويتنا وثراء معارفنا وتقدم الثقافة الإماراتية بكل أشكالها للعالم وتعرّف بها، وتوثّق تاريخنا الثقافي مرئياً ومسموعاً، حتى لا نفقد أكثر مما فقدنا، سواء مما تركه الآباء أو الأجداد أو جيل بدايات الاتحاد، أو ما يمكن أن نفقده حتى مع هذا الجيل، وجود قناة تلفزيونية ثقافية فضائية إماراتية ليس ترفاً بل هي تأصيل لوعي متراكم ونقل لبعد غائب يشكل بلا شك قوة ناعمة لها تأثيرها الشديد على الكثير من الصعد.
الجهات المعنية بالإعلام والثقافة في بلادنا مطالبة بدراسة جدية لهذه الفكرة والعمل على تنفيذها بما يخدم سواء الثقافة أو المثقفون أو الجهات الثقافية المختلفة، ويعكس صورة الوعي والمعرفة والفنون في دولتنا، ويقدم للعالم صورة حقيقية عن واقعنا الثقافي الثري، فهل نأمل أن ترى قناة الإمارات الثقافية النور قريباً.

أخبار ذات صلة

0 تعليق