يتكرر التحذير وتتكرر الإرشادات، ورغم ذلك يتعرض طفل من بين كل 3 أطفال في دولة الإمارات للتواصل معه من قبل أشخاص غرباء عبر الإنترنت، ما يعني أن المجرم لا يرتدع في دولة تنشط فيها الأجهزة الأمنية ومجلس الأمن السيبراني مثل الإمارات، فهل يتعظ كل أولياء الأمور ويتولون بأنفسهم مهمة مراقبة أطفالهم وأجهزتهم الإلكترونية وهواتفهم؟.
يجد المجرمون منافذ عدة يتسللون من خلالها للإيقاع بالناس وخصوصاً صغار رواد السوشيال ميديا والمتصفحين المستخدمين للهواتف المحمولة.. ولو أدرك كل أولياء الأمور جيداً مدى خطورة ما يتعرض له أو قد يصيب أطفالهم لتغيرت أمور كثيرة؛ فما زال الاستسهال وغض النظر عن مراقبة ما يشاهده أطفالهم وما يتلقونه من رسائل واقتحام مواقع لهواتفهم ودعوات لفتح ملفات مجهولة المصدر.. لو أدركوا ذلك لسارعوا إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر، فلا مجال للاطمئنان إلى حماية أي طفل في العالم من مجرمي الإنترنت و«الهاكرز» إلا من خلال المراقبة واتباع خطوات معينة واستخدام تطبيقات محددة قادرة على توفير هذه الحماية.
الإمارات المشهود لها بسرعة استجابتها لأي نداء استغاثة ولأي بلاغ من قبل الأفراد، والمشهود لها بقوة أجهزتها الأمنية، تطلق نداءات عبر مجلس الأمن السيبراني كل فترة للتحذير من خطر ما، فمنذ نحو شهرين أطلق المجلس تحذيراً من «التزييف العميق»، والذي يعني استغلال البعض الذكاء الاصطناعي لإنشاء مقاطع فيديو شديدة الواقعية يصعب التمييز بينها وبين المحتوى الحقيقي، وها هو اليوم يناشد أولياء الأمور بتوخي الحذر لأن ١٩٪ من الأطفال في الدولة يواجهون تهديدات رقميّة مثل إصابة أجهزتهم بالبرمجيات الخبيثة، وأن المجرمين السيبرانيين يطلقون أكثر من ٤١١ ألف ملف خبيث يومياً.
أرقام تخيفنا لأنها تعكس واقعاً مرعباً، حيث يشعر المرء بأنه وأسرته معرضون للسرقة والنصب في أي وقت، كلنا معرضون كباراً وصغاراً، والاختراق يتم بوسائل مختلفة ولا ييأس اللصوص من تكرار المحاولات، ومن خلال الأطفال يمكن لهؤلاء المجرمين الوصول إلى معلومات مهمة وملفات شخصية ومنها إما يصلون إلى الحسابات المصرفية وإما يقومون بابتزاز الأطفال وأهاليهم؛ فلماذا نعرض أنفسنا وأطفالنا لمثل هذا النوع من الأزمات التي لا تمر دون خسائر نفسية وربما مادية؟.
«احمِ طفلك اليوم من خلال إنشاء حسابات آمنة، وتفعيل إعدادات الخصوصية، واستخدام التطبيقات الموثوقة مثل Kaspersky Safe Kids»، نداء مجلس الأمن السيبراني لا يتطلب منا جهداً كبيراً، بل يزيل عن طريق صغارنا ألغاماً إلكترونية مدمّرة، ومخاطر كبيرة وكثيرة، فلنحمهم قبل فوات الأوان.
[email protected]
0 تعليق