مشاريع الطلبة الجامعيين تعتبر من العناصر الرئيسية في مسيرة الطالب الجامعي، حيث يتطلب من كل طالب تقديم مشروع تخرج في السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية لإكمال متطلبات التخرج والحصول على الشهادة الجامعية، وبالتالي مع نهاية كل عام دراسي يتم تجميع آلاف الأبحاث ومشاريع التخرج في الجامعات التي يقرب عددها من 80 مؤسسة تعليم عال في الإمارات. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو مصير مشاريع وأبحاث التخرج، وأين تذهب ملفات ومجسمات هذه المشاريع؟
هناك العديد من النماذج المتميزة في التعامل مع أبحاث ومشاريع طلبة الجامعات، منها جامعة الشارقة التي تحرص على إقامة معرض سنوي لعرض المشاريع المتميزة للطلبة في مختلف التخصصات، ما يتيح المجال أمام المهتمين ومختلف المؤسسات للاطلاع على هذه المشاريع وبحث مدى إمكانية الاستفادة منها في تحويلها إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع، ومن خلال هذه المعارض التي تقام مع نهاية كل عام دراسي يتم التعريف بمشاريع الطلبة، ما يسهم في رفع معنوياتهم وفتح آفاق نحو تبني هذه المشاريع.
جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي تتعامل مع مشاريع الطلبة بطريقة احترافية من خلال نشر تفاصيل المشاريع المتميزة على صفحتها الإلكترونية، وفي العديد من النشرات والمجلات العلمية الدورية في الخارج، ما يشجع طلبة الجامعات على الاهتمام بشكل أكبر بالمشاريع البحثية، ومثل هذه النماذج المشجعة مطلوبة من جميع الجامعات بلا استثناء حتى لا تنتهي مشاريع وأبحاث الطلبة على الأرفف في مخازن الجامعات.
نسبة ولو كانت قليلة جداً من هذه الأبحاث والمشاريع تستحق الاهتمام ويمكن أن تتحول إلى ابتكارات على أرض الواقع في حال تم تبنيها من قبل مؤسسات وشركات كبرى، ما يفتح المجال أمام الاستفادة من هذه المشاريع البحثية لتعود بالنفع والفائدة على أفراد المجتمع، وهذا يتطلب وجود جهة مركزية تتعامل بطريقة علمية مع إبداعات الطلبة من الأبحاث والمشاريع لاختيار الأنسب وتبنيها من قبل مختلف المؤسسات ذات الإمكانات والقدرات العالية، في الوقت ذاته مؤسسات وشركات القطاع الخاص عليها تحمل المسؤولية وتخصيص ميزانيات لدعم مشاريع الطلبة وتحويلها إلى أدوات يستفاد منها في مختلف القطاعات.
الحديث عن مشاريع وأبحاث التخرج لطلبة الجامعات والتي تعتبر من أبرز التجارب الطلابية خلال فترة الدراسة الجامعية، يقودنا للحديث عن الأبحاث والمشاريع المعلبة التي تجهزها بعض المكتبات وتبيعها للطلبة، ما يتطلب تشديد الرقابة في هذا الجانب للتصدي لمثل هذه التجاوزات التي تضر بالطالب في الدرجة الأولى، لأن مشروع التخرج وجد في الأساس لمجموعة أهداف منها وضع الطالب في موضع المسؤولية وتحملها على الوجه الأكمل، وتوسيع النطاق المعرفي للطالب، مما يحفزه على الابتكار والإبداع.
[email protected]
0 تعليق