يحتفل العالم سنوياً في 18 ديسمبر، باليوم العالمي للغة العربية، لغة الضاد، كونها تعد واحدة من أقدم وأغنى اللغات في العالم، وهي الركن الأساسي للهوية العربية والإسلامية، والأداة الفعالة للتواصل الثقافي والحضاري مع العالم، وتاريخها طويل وحافل بالمنجزات.
احتفال العالم بلغتنا يجسد مكانتها الرفيعة بين اللغات الحية، حيث تُعتبر وسيلة أساسية للتعبير عن الهوية الثقافية والحضارية للعالم العربي والإسلامي، كونها تتمتع بتاريخ طويل وحافل وتأتي أهميتها الكبرى كونها لغة القرآن الكريم.
قيادة الإمارات الرشيدة أولت اللغة العربية كل الأهمية والاهتمام باعتبارها مكوناً رئيسياً في الشخصية الإماراتية، لذا انتشرت مراكزها والجهات التي ترعاها على مستوى الدولة، وليس أدل على هذا الاهتمام، مما حققته الشارقة من منجز عظيم بإنهاء أكبر وأضخم مشروع لغوي تاريخي على مستوى العالم، المعجم التاريخي للغة العربية، وبعدد 127 مجلداً، والذي حصد اعترافاً عالمياً من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، لذا تشرفت الموسوعة بتسليم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، شهادة هذا الإنجاز.
صاحب السمو حاكم الشارقة بارك الحصول على هذا اللقب العالمي، وقال إن الشارقة دوماً تفخرُ بما تقدمه من علوم موثقة ومشروعات علمية وثقافية لكل الأمة العربية والعالم، خاصة أنه يتم فيها تعاونٌ كبير بين العلماء من مختلف البلدان وهو ما يزيد من قيمة هذه المؤلفات الضخمة التي تحفظ تاريخ وعلوم ولغة الأمة العربية.
هذا الاهتمام بلغة الضاد متواصل على مستوى الدولة وفي مختلف المؤسسات، لأنها الرابط الأساسي بين أبناء العالم العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، مع الأمل بتحقيق منجزات كبرى في مجال دعم اللغة الأم، وذلك باعتبار«العربية» جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية والثقافية، حيث تم إطلاق عدد من المشروعات والبرامج الداعمة ومن أهمها، جائزة محمد بن راشد للغة العربية، ومبادرة «تحدي القراءة العربي»، ومجمع اللغة العربية بالشارقة، ومجلس اللغة العربية.
وتتميز لغتنا بتنوع مفرداتها وسعة تعبيراتها، وتحتوي على ملايين الكلمات التي تُستخدم في وصف أدق التفاصيل، ما يجعلها واحدة من أكثر اللغات مرونة وقدرة على التكيف مع متغيرات الزمن، الأمر الذي جعلها قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي والعلمي، كما تُعتبر في الوقت الراهن، واحدة من اللغات الرسمية في الأمم المتحدة، حيث يستخدمها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم.
0 تعليق