أكد المتدخلون خلال ندوة حول موضوع “المغرب-البرتغال، تراث مشترك”، اليوم الجمعة بالجديدة، على أهمية تثمين التراث المادي للمملكة والحفاظ عليه، باعتباره رمزا من رموز الهوية المغربية ورافعة أساسية للتنمية.
وسلط المشاركون خلال الدورة الثانية عشر من هذه الندوة، المنظمة تحت شعار “إحياء الذكرى العشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا: الإنجازات والانتظارات”، الضوء على الجهود المبذولة والإنجازات التي تم تحقيقها في مجال تثمين التراث المغربي، وخاصة الحي البرتغالي الذي تم تصنيفه تراثا عالميا في 30 نونبر 2004.
وفي هذا السياق، أبرز المتدخلون أن الجديدة تزخر بتراث ثقافي مادي وغير مادي غني، يشمل عدة مواقع تاريخية على رأسها الحي البرتغالي، مبرزين أن المدينة شهدت أوراشا مهمة شملت المدينة العتيقة ومحيطها، بهدف حماية هذا التراث والحفاظ عليه.
وشددوا في المقابل، على ضرورة مضاعفة الجهود وفق مقاربة تشاركية بين مختلف الفاعلين، من أجل تثمين هذا التراث الثقافي والمعماري المتميز، وجعله رافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية.
وفي هذا الإطار، أبرز مدير الوكالة الحضرية للجديدة وسيدي بنور، محمد أحرزون، أنه تم تحقيق مجموعة من الإنجازات في ما يخص الحفاظ على التراث الدكالي، مؤكدا أن العمل متواصل من أجل حماية هذا التراث وتثمينه.
وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الوكالة الحضرية للجديدة-سيدي بنور اشتغلت، بتنسيق مع مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي، على إنجاز وثيقة التعمير للمدينة العتيقة (الحي البرتغالي) وقصبة بولعوان، مضيفا أنه يتم العمل حاليا على وضع تصور شمولي لإعادة الاعتبار للتراث الدكالي، بتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ومجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وعمالة إقليم الجديدة.
من جانبه، أكد أبو القاسم الشبري، باحث أثري ومدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي-البرتغالي، أن المغرب قطع أشواطا مهمة في ما يخص صيانة والحفاظ على تراثه، مبرزا أن العمل ما يزال متواصلا في هذا الإطار.
وأشار في هذا السياق، إلى أنه تم إنجاز دراسة متكاملة وشاملة لترميم قصبة بولعوان ومحيطها، مبرزا أن الدراسة تقترح إحداث عدة مرافق بمحيط القصبة لاستقبال الزوار والسياح ومرافق رياضية وفضاءات للترفيه، مع احترام الخصائص العمرانية الخاصة بهذه المنطقة. وتطرقت هذه الندوة المنظمة من طرف مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي-البرتغالي التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع مديرية التراث الثقافي والوكالة الحضرية لمدينة الجديدة-سيدي بنور بالتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة وإيكوموس-المغرب، إلى عدة تجارب تهم الحفاظ على التراث المغربي بكل من فاس والرباط ومكناس.
يشار إلى أنه تم في إطار هذا الحدث، تنظيم زيارة للحي البرتغالي للاطلاع على مختلف مرافقه خاصة المسقاة البرتغالية والأروقة الفنية ومسرح الحي البرتغالي والأسوار والأبواب العتيقة، كما تم تنظيم ورشة للرسم لفائدة تلاميذ إحدى المؤسسات التعليمية، تحت إشراف الفنان عبد الله بلعباس لتسليط الضوء على المعالم التراثية التاريخية المغربية.
0 تعليق