ألهبت موجة البرد التي تجتاح أقاليم جهة فاس مكناس، ومعها إقليمي خنيفرة بجهة خنيفرة بني ملال، منذ مطلع شهر دجنبر الماضي، أسعار حطب التدفئة التي سجل ثمنها ارتفاعا ملحوظا، في ضوء الإقبال المتزايد على “القرطة” تزامنا مع الانخفاض الشديد في درجة الحرارة.
وقال مصدر من منطقة كروشن الجبلية نواحي قرية القباب بخنفيرة، في تصريح لدوزيم، أكد أن ثمن حطب التدفئة يخضع للعرض والطلب، حيث يرتفع ثمن حَمل بغْل كلّما ازداد الطلب على العود، لكن خلال السنوات الأخيرة تراجعت تجارة ” الحمّالة ” بسبب الحصار الذي فرضته على الغابات مصالح المياه والغابات، بينما تجاوز ثمن ” القرطة ” سقف 120 درهم للقنطار.
وأضاف المصدر، أن حمل بغل يساوي 70 درهما، وهذا النوع من الحطب يتم تسويقه بطريقة سرّية خوفا من الغرامات التي تفرضها المصالح المكلفة بحماية الملك الغابوي، فقد صادرت الجهات نفسها، غير ما مرة، بِغال مهربي الحطب، وحجزت كميات كبيرة من العُود الموجه للتدفئة خلال فصل الشتاء.
ولم يخف المتحدث نفسه تراجع تجارة الحطب بقرية القباب المجاورة لمنطقة كروشن، حيث حطب ” القرطة ” مفقود، والمقاولات التي كانت تسوّقه خلال مواسم الشتاء السابقة اختفت، والمواطن يطلبه حتى لو تجاوز ثمن الكيلوغرام ” 40 ريال ” بما يعادل 200 درهم للقنطار، في ظل موجة البرد التي تضرب المنطقة.
وربط المصدر نفسه بين الأمس واليوم، حيث كان سكان الأطلس المتوسط يتوغلون وسط الغابات مع مطلع شهر شتنبر، ويشرعون في جمع وتخزين كميات كبيرة من الحطب، تكفيهم في أشهر الشتاء والثلج، خصوصا وأن غالبيتهم لا يقوون على تحمل تكاليف التدفئة العصرية، قبل أن يصبح الحطب خلال سنوات الشتاء الأخيرة عملة نادرة، مما يفرض على الأسر الأطلسية البحث عن وسائل التدفئة العصرية.
0 تعليق