أكد رئيس المحكمة الدستورية، محمد أمين بنعبد الله، اليوم الخميس بالرباط، أهمية الدفع بعدم الدستورية لـ”تطهير النصوص” القانونية المعمول بها وجعلها تتماشى مع روح الدستور المغربي.
وأبرز السيد بنعبد الله، في محاضرة تحت عنوان “مستجدات دستور 2011 ودور القضاء الدستوري”، أن الدفع بعدم دستورية القانون من شأنه أن يقوي دور المحكمة والقاضي الدستوريين، كما “سيخول للمواطن طلب البث في دستورية المقتضى الذي يعتقد أنه يمس إما حريته أو حقه المضمونين في الدستور”.
وقال، خلال هذه المحاضرة الافتتاحية لسلسلة محاضرات “Jeud’ENSA” لعام 2025، التي تنظ مها المدرسة الوطنية العليا للإدارة، إن “تطهير التشريع” من المقتضيات التي تتنافى مع ماهو منصوص عليه في الدستور لن يتم إلا بواسطة الدفع بعدم الدستورية.
وعلى صعيد آخر، تناول دور القاضي الدستوري الذي يمتلك سلطة التأويل عندما يكون النص غامضا أو غير صريح، مؤكدا أنه يتعين على القاضي الدستوري أن يفسر النص بحسب الفلسفة العامة للدستور وروحه و”ليس حسب رؤيته أو نزواته”.
ولدى تسليطه الضوء على الأبعاد الديمقراطية التي جاء بها دستور 2011، اعتبر السيد بنعبد الله أن القضاء الدستوري يشكل دعامة أساسية لحماية الحقوق والحريات وضمانا للتوازن بين السلط، بما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للمملكة.
ودعا رئيس المحكمة الدستورية، في هذا الصدد، إلى تعزيز الانكباب على دراسة النقطة المتعلقة بدور القاضي الدستوري في علاقته بالحريات الأساسية، ومبدأ فصل السلط، مشيرا إلى أن دستور 2011 خصص بابا أساسيا لهذا الموضوع تحت مسمى “الحريات والحقوق الأساسية”.
من جانبها، قالت المديرة العامة للمدرسة الوطنية العليا للإدارة ندى بياز، إن هذه المحاضرة تعد فرصة متميزة لتعميق النقاش حول القضايا الدستورية ودورها في تعزيز دولة القانون والحكامة الجيدة.
وأضافت السيدة بياز، في كلمة لها، أن هذه الفعالية الفكرية تأتي في إطار الأدوار الحيوية التي تقوم بها المدرسة الوطنية العليا للإدارة في تكوين الأطر العليا، وإثراء القيم المؤسسية والنقاش العمومي.
يشار إلى أن “ENSA’Jeud” تعد مبادرة فكرية تهدف إلى إغناء النقاش العمومي حول القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام الوطني والدولي.
0 تعليق