مرزوكة.. لوحة طبيعية ساحرة تعكس إشعاع السياحة الوطنية - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

يتوافد السياح من كل حدب وصوب على مرزوكة، جنة الرمال الذهبية التي لا تعوزها المؤهلات لجذب عشاق الفضاءات الطبيعية الشاسعة، ليعلنوا بداية ذروة الموسم السياحي في هذه المنطقة.

بحثا عن مفهوم مختلف للزمن والمكان، يقصد سياح من مختلف الجنسيات، طريق الرشيدية-أرفود-الريصاني التي تنساب بين منعرجات جبال الأطلس الكبير والوديان الخضراء، حيث تتناثر القرى المشيدة بالطين والقصبات التاريخية.

فسواء على متن دراجات نارية من الحجم الكبير أو مستقلين حافلات للنقل السياحي أو عربات رباعية الدفع، لا يفوت السياح الباحثون عن تغيير الأجواء والتماهي مع الطبيعة، هذه الفرصة السانحة للاستمتاع بروعة المشاهد الطبيعية للواحات الساحرة، قبل وصولهم إلى مرزوكة للتملي بكثبانها الرملية الذهبية التي يطلق عليها “عرق”، بما في ذلك الموقع الشهير “لعرق الشبي” حيث تم تصوير أفلام عالمية شهيرة مثل فيلم لورنس العرب، والمومياء، والفيلق le légionnaire.

وتعتبر يانغ، وهي سائحة صينية قدمت من شنغهاي في إطار رحلة سياحية منظمة، أن “زائر مرزوكة لا يكاد يصدق أنه موجود فعلا في قلب الصحراء”. وذلك لسبب وجيه بالنظر إلى البحيرات ذات المياه البلورية التي تشكلت عند سفوح الكثبان الرملية بعد أمطار الخير التي شهدتها المنطقة في شهري شتنبر وأكتوبر الماضيين.

وقالت السائحة الصينية التي كانت تتأهب للذهاب في رحلة على ظهر الإبل إنها “منبهرة” بالفضاءات الصحراوية الشاسعة التي تبعث على التأمل واستعادة الهدوء وصفاء الذهن، ولكن أيضا ركوب مغامرات واستشعار أحاسيس مثيرة.

في فصل الشتاء، تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالا في مرزوكة. وترتفع درجة الحرارة تدريجيا إلى 22 درجة، مما يتيح للزوار ممارسة مجموعة من الأنشطة تتنوع بين الرحلات والتزلج على الرمال والتحليق بالمظلات والرحلات على ظهر الجمال والجولات على متن العربات رباعية الدفع.

وفي هذا الصدد، يعلق المهنيون وأصحاب المؤسسات السياحية آمالا كبيرة على اقبال أكبر في هذا الوقت من العام، على غرار حسن أغداوي، المسؤول عن الحجز السياحي في فندق من فئة 4 نجوم في مرزوكة، والذي سجل توافدا سياحيا مرتفعا خلال هذا الفترة من العام مع معدلات ملء تصل إلى 90 بالمائة.

وأوضح في هذا السياق: “في هذا الوقت من العام، نشهد زيادة ملحوظة في عدد السياح، وخاصة الصينيين منهم، الذين يغتنمون أعياد رأس السنة الصينية لبرمجة عطلاتهم في الخارج”. ولم يفت السيد أغداوي تسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز الربط الجوي للمملكة، مستشهدا على سبيل المثال بالخط المباشر بين بكين والدار البيضاء، الذي أعطى استئنافه بالفعل دفعة قوية للسياحة الوطنية.

وسجل رئيس المجلس الاقليمي للسياحة بالرشيدية، صادوق عبد الدايم، أن مرزوكة تشهد توافدا كبيرا للسياح خاصة خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل، مشيرا إلى أن أكثر من 140 ألف سائح زاروا مرزوكة في يناير الماضي.

ودعا إلى تنويع العروض المبتكرة والمستدامة وتكثيف الأنشطة السياحية بهذه الوجهة من أجل تشجيع السياح على تمديد فترات إقامتهم في المنطقة.

وأكد المسؤول على أهمية حملات الترويج السياحي و التسويق الموجهة للأسواق الدولية من أجل تعزيز جاذبية وجهة مرزوكة كقطب سياحي وطني ودولي.

وتعتبر مرزوكة أيضا قبلة لمحبي المغامرة والرياضات الميكانيكية الذين يجوبون تضاريسها الطبيعية بحثا عن الإثارة والحرية ومتعة قيادة السيارات.

وعلى الطريق المؤدية إلى مرزوكة، كان هناك حوالي مائة سائق، معظمهم من الفرنسيين، يقومون بإجراء آخر الاستعدادت قبل الانطلاق في سباق للسيارات ذات الدفع الثنائي.

وأوضحت المسؤولة عن هذه المسابقة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الامر يتعلق برالي باب الرايد الذي تقام دورته لعام 2025 خلال الفترة مابين 1 و12 فبراير بين كل من فرنسا وإسبانيا والمغرب، مشيرة إلى أن هذه المنافسة التي تضم 131 طاقما تقدم مفهوما فريدا يجمع بين الملاحة والتحديات الممتعة والمرحة وروح التضامن.

وقالت قبيل انطلاق المتنافسين: “لقد انبهر المشاركون بجمال وتنوع المناظر الطبيعية في المغرب، هذا البلد المضياف للغاية”.

وإذا كانت مرزوكة قد نجحت في احتلال مكانة متميزة على صعيد السياحة الوطنية والدولية، فإن البعض يعتقد أن هذه الوجهة تتوفر على مؤهلات غير مستغلة، مما يدل على أهمية تعزيز حملات التواصل والتسويق المستهدفة، ومبادرات التوعية وتدريب المهنيين في القطاع بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في المعارض والتظاهرات الدولية ذات الطابع الاقتصادي والسياحي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق