أعلنت دائرة الثقافة بالشارقة فوز المخرج والممثل السوري القدير أسعد فضة ب «جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي» في دورتها ال 18، تقديراً لمسيرته المسرحية الحافلة بالإنجازات، واعترافاً بإسهاماته في إثراء حركة المسرح العربي على مدى أكثر من نصف قرن.
وأسست الجائزة عام (2007) بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكون مناسبةً فنية وثقافية سنوية ترافق أيام الشارقة المسرحية، ويحتفى فيها بجهود وتجارب رواد وأعلام المسرح العربي.
وقال عبدالله العويس رئيس الدائرة «إن الجائزة تمثل امتداداً للمشاريع العديدة التي يرعاها صاحب السمو حاكم الشارقة، دعماً لمسيرة المسرح العربي، وإيماناً بالدور المؤثر لهذا الفن وفنانيه في تثقيف المجتمعات وازدهارها، وتعزيز المعارف والقيم الهادفة، ونهنئ الفنان القدير فضة الذي حقق مسيرة فنية زاخرة أثرت الوجدان العربي بالعديد من الروائع المسرحية والدرامية، متمنين له كل التوفيق».
وأعرب فضة عن سعادته بالفوز، وقال: «غمرني الفرح حين أبلغت بهذا الخبر.. ولا أجد الكلمات التي تعبر عن اعتزازي بهذخ الجائزة المرموقة، شكراً جزيلاً لصاحب السمو حاكم الشارقة وأطال الله في عمره، وقد عودنا على هذه المبادرات الكريمة الداعمة للإبداع، وللمسرح والمسرحيين بشكل خاص».
وحقق فضة حضوراً بارزاً وتأثيراً واسعاً في المشهد المسرحي السوري على مدى عقود كمخرج وممثل وإداري وأكاديمي، وقد أخرج منذ منتصف الستينيات نحو 30 عرضاً مسرحياً لكتاب غربيين وعرب مثل: «الإخوة كارامازوف»، «دون خوان»، «عرس الدم»، «زيارة السيد العجوز»، «المهرج»، و«مغامرة رأس المملوك جابر» وغيرها الكثير، ومثّل أدواراً رئيسية في نحو 20 مسرحية منها «وفاة بائع جوال»، «جان دارك»، «أوديب الملك»، و«يوميات مجنون» وسواها، كما أسهم في إخراج وتمثيل العديد من روائع المسرح العالمي في التلفزيون الذي برز فيه ممثلاً عبر أكثر من 80 مسلسلاً.
درس فضة في قسم «الإخراج والتمثيل» بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر في (1958)، وعاد إلى دمشق بعد 5 سنوات حيث عمل في المسرح القومي مخرجاً وممثلاً، وفي (1966) أوفد إلى باريس لدراسة المشهد المسرحي هناك، وبعد عودته كلف بإدارة المسرح القومي حتى 1974، وأوفد إلى ألمانيا للعمل مع إدارة المسرح الوطني في مدينة فايمر، وأحرج «رأس المملوك جابر»، وشارك في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق عام 1979 ودرّس فيه مادة التمثيل، كما تولى منصب مدير مديرية المسارح والموسيقى خلال (1974-2001)، وانتخب مرتين خلال الفترة (1998- 2006) نقيباً للفنانين السوريين، وأدار مجموعة من المهرجانات والفعاليات المسرحية في بلده.
ويتسلم فضة الجائزة في حفل افتتاح أيام الشارقة المسرحية 34 في 19 فبراير المقبل، وتنظم ندوة حول تجربته الفنية، ويصدر كتاب يوثق أهم مسارات تجربته الإبداعية.
وفاز بالجائزة منذ انطلاقتها العديد من الأسماء المسرحية التي أجزلت العطاء في المشرق والمغرب ومن جميع الاختصاصات المسرحية.
0 تعليق