محمد سعيد الملا.. نموذج إماراتي ملهم - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

محمد المر: الراحل شخصية وطنية محببة
دبي: عثمان حسن
نظمت ندوة الثقافة والعلوم في دبي، مساء الاثنين، جلسة نقاشية لكتاب «سيرة مشرقة في تاريخ الإمارات المعاصر» لمؤلفه الباحث مؤيد الشيباني، وهو كتاب يضيء على شخصية الراحل محمد سعيد الملا أحد رجالات الاقتصاد والأعمال في دبي، تحدث فيها محمد أحمد المر، رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وأحمد حميد الطاير، وعائشة الملا (ابنة محمد سعيد الملا)، وأدار الجلسة الإعلامي علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الذي أكد أن الجلسة تتناول سيرة شخصية استثنائية عصامية، قدمت نموذجاً مميزاً في العمل الوطني وفي بناء الإدارات والشخصيات، وأصبحت نموذجاً لكل الأجيال، شخصية لا تؤمن بالفشل.
حضر الجلسة الأديب عبد الغفار حسين، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، محمد سعيد الرقباني، وعبدالله المزروعي، وقاسم سلطان البنا، وعلي العويس، ود. صلاح القاسم المدير الإداري للندوة، وجمال محمد شريف الخياط المدير المالي، ومريم علي الفلاسي رئيس لجنة المكتبة والطبع والنشر.
أشار محمد المر، إلى الخلفية الاجتماعية لمحمد سعيد الملا الذي شكّل فقده لوالده مبكراً دافعاً للتغلب على صعوبات الحياة، فقد نشأ في أسرة مترابطة محاطاً بعائلات احتوته وخلقت حميمية في علاقاته فيمن حوله، وقد كان ثاني بن عبدالله الرميثي وعلي بن عبدالله العويس هما من لعبا دور الأب في توجيهه والأخذ بيده للبدء في حياته التجارية، حيث كان يمتلك منذ بدايته ذلك الحس التجاري الناجح.
وقال المر: «كان محمد الملا متحدثاً بارعاً وشخصية محببة، تاجر في السيارات والذهب، وأنشأ فنادق، وأسهم في تأسيس بنك دبي الوطني ووزارة الكهرباء والمواصلات، وقد تولد وعيه من المعرفة والكتب والمجلات التي تأتي من مصر ولبنان».
وأكد المر تميز شخصية الملا الذي لم يركز على التجارة فقط، بل دخل معترك العمل العام، وأسس وأنشأ وطور وزارة المواصلات وأدارها بمهنية ونزاهة، ورغم بساطة البدايات، إلا أنه كان يتعلم من مختلف التجارب محلياً وعربياً، كما تميز بوطنيته وغيرته على الوطن.

التزام وعطاء

بدوره استهل أحمد حميد الطاير مشاركته بمقولة ابن خلدون «الأيام الصعبة تخرج رجالاً أقوياء.. والرجال الأقوياء يصنعون الرخاء».. مشيراً إلى أن هذا القول ينطبق على الراحل محمد سعيد الملا الذي فقد والده وهو في الثانية من عمره، واقترن اليتم بالأزمة التي مرّت على مجتمع الإمارات في ذلك الوقت بعد انهيار تجارة اللؤلؤ وفترة ما بين الحربين العالميتين.
وذكر أحمد الطاير أن الملا عهد مجالس الحكام وهو في مقتبل عمره، وكان دائماً في مجلس الشيخ سعيد بن مكتوم، رحمه الله، وكان يستذكر تلك المجالس باستمرار مستفيداً من الأحاديث التي يسمعها، كما استعرض كلمات بعض المشاركين في الكتاب.
نوّه أحمد الطاير بكلمة حميد بن ناصر العويس الذي أكد أن الراحل الملا كان بمثابة موسوعة اقتصادية، ورجلاً مثابراً يمتلك روحاً قيادية من طراز نادر، وقد كان همزة الوصل بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في أمور كثيرة ومهمة؛ لأنه كان محل ثقة وأميناً في ما يكلف به من مهمات.
واستعرض أحمد الطاير عدة شهادات في الكتاب أثنت على شخصية الملا كشخصية إدارية وقيادية ناجحة وملهمة.

إرث إنساني

وأوضحت عائشة الملا، أن والدها ترك إرثاً إنسانياً عظيماً، ونوّهت بالعلاقة المتميزة بين الراحل وأبنائه، وأنها على المستوى الشخصي كانت مقربة من والدها تعرف الكثير عن تاريخه وطفولته، وما مرّ به من مواقف من خلال أحاديثها مع جدتها «مريم» التي كانت تعيش في كنفها منذ طفولتها.
وذكرت أن والدها كان يصحبها معه في كثير من أعماله ويطلعها على تطور العمل، فنالت ثقته، فكان يأخذ رأيها في بعض الأمور، ورغم مهامه الوزارية والتجارية إلا أنه كان يهتم بالأسرة.
وأضافت أن والدها علمها القيادة وليس الرئاسة، فليس كل رئيس قائداً، فالقائد الناجح لابد أن يكون معه فريق عمل يحسن اختياره ويكون كقائد جزءاً من الفريق، أما إذا كان رئيساً متفرداً بقراره فلن يكون قائداً ناجحاً، وأنه لابد للإنسان أن يعد نفسه لمختلف السيناريوهات الإيجابية منها والسلبية.
وقالت: «كان والدي يهتم بالاطلاع والقراءة ويحث أبناءه على القراءة واقتناء الكتب لأنه كان قارئاً نهماً، وكان محباً للتصوير ولديه الكثير من الكاميرات والصور الفريدة».
وأشارت في ختام كلمتها إلى أن والدها كان كثير الأسفار والأعمال، ومع ذلك فقد كان حريصاً على الوجود الدائم مع العائلة.

تجربة لا تنسى

وأشار الباحث مؤيد الشيباني إلى أن كتابه يضم سيرتين.. السيرة الشخصية للراحل، وسيرة المكان، وأنه خلال سنوات وجوده في الإمارات تعرّف إلى رواد العمل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من خلال مجالسهم، التي شكّلت مدرسة إضافية له تعلم فيها روح الحكمة، وكانت بمثابة تجربة عميقة لا تنسى، وأنه تعرف إلى محمد سعيد الملا في مجلس سلطان العويس، ومجلس سيف الغرير، كما زاره في مجلسه، ولطبيعة عمله الصحفي تعرف إلى طبيعة عمله الوزاري.
وأكد الشيباني أن محمد الملا وجيله يمثلون معارف مفتوحة على فضاءات واسعة من الاحتكاكات والمواكبة والرؤى كل في موقعه دون زيادة أو نقصان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق