زار وفد من بيت الحكمة في الشارقة، برئاسة مروة العقروبي، مكتبة الإسكندرية، في إطار سعيه لتعزيز العلاقات الثقافية والمعرفية بين الجانبين، حيث كان في استقبال الوفد دينا يوسف، رئيسة قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، التي رحبت بالضيوف، وأشادت بدور المؤسسات الثقافية الإماراتية في نشر الثقافة والمعرفة.
وجاءت هذه الزيارة على هامش حضور وفد بيت الحكمة فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ56، وفي إطار حرصه على توسيع علاقات الشراكة والتعاون مع الجهات الفاعلة في العمل الثقافي والمعرفي، داخل مصر وخارجها، وتبادل الخبرات مع المسؤولين عن أشهر المكتبات الإقليمية والدولية، بما يعزز مكانة إمارة الشارقة ودولة الإمارات في بناء نموذج حديث من مكتبات المستقبل القائمة على التفاعل الاجتماعي.
وخلال جولته داخل مكتبة الإسكندرية وأقسامها ومتاحفها المختلفة، اطلع الوفد على متحف الآثار الذي يضم قطعاً أثرية من أربعة عصور، بدءاً من الحقبة المصرية القديمة مروراً بآثار العصرين البطلمى والروماني، ثم قاعتي الفن القبطي والإسلامي، وقاعة «الحياة في العالم الآخر» التي تعرض مومياوات وتوابيت وقطعاً أثرية تعود إلى العصور الفرعونية القديمة؛ كما تضمنت الزيارة البانوراما الحضارية، التي تقدّم عرضاً تفاعلياً عبر تسع شاشات رقمية لتاريخ مصر عبر العصور المختلفة. كما زار الوفد مكتبتي الطفل والنشء التابعتين لقطاع المكتبات.
وقالت مروة العقروبي: «سعدنا بزيارة مكتبة الإسكندرية، هذا الصرح المعرفي العريق الذي يحمل إرثاً ثقافياً غنياً يضرب في جذور التاريخ، والتعرّف إلى أقسامها ومتاحفها المتنوعة التي تعكس عمق الحضارة الإنسانية ومسيرتها المعرفية، ونتطلّع لتعزيز التعاون مع المكتبة وتبادل الخبرات مع القائمين عليها، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي العربي، انسجاماً مع رؤية إمارة الشارقة، عاصمة الثقافة العربية، التي تسعى إلى ترسيخ مكانة المعرفة كجسر للتواصل والانفتاح على العالم».
وعلى هامش الزيارة، ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون والتبادل المعرفي والثقافي بين البيت والمكتبة، واستعرضا الفرص المتاحة للعمل المشترك في مجالات متعددة، وبخاصة إمكانية تنظيم معارض مشتركة تسلّط الضوء على الإرث الثقافي والمعرفي والإنساني، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجال صون التراث الثقافي لضمان الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
وكان وفد بيت الحكمة قد زار أيضاً المتحف المصري الكبير، الذي يستعد لافتتاح أبوابه بشكل رسمي خلال النصف الثاني من العام الجاري، ليكون موطناً لأعظم كنوز الحضارة المصرية ومركزاً لاستضافة أهم الفعاليات الثقافية، حيث بحث الوفد مع القائمين على المتحف، آفاق التعاون بين الجانبين، خصوصاً من خلال تنظيم معارض مشتركة، والاستفادة من المكتبة الكبيرة التي ستبدأ قريباً باستقبال الزوار في المتحف.
0 تعليق