«الخليج»-وكالات
ارتفعت حصيلة قتلى تحطّم الطائرة في كوريا الجنوبية أثناء هبوطها في مطار موان الأحد، إلى 174 شخصاً، حسبما أفادت مديرية الإطفاء في بيان، بينما تمّ إنقاذ شخصين فقط وتضاءلت الآمال في العثور على المزيد من الناجين.
الأسوأ في تاريخ البلاد
وقالت المديرية الوطنية للإطفاء في بيان: «حتى الآن، تمّ إنقاذ شخصين وتأكدت وفاة 174 شخصاً»، فيما تستمرّ عمليات البحث والإنقاذ في مطار موان الدولي؛ حيث تجمّع أقرباء الضحايا. وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية، إن الحادث وقع لدى وصول الطائرة 7سي 2216 التابعة لشركة جيجو إير القادمة من بانكوك عاصمة تايلاند وعلى متنها 181 شخصاً ومحاولتها الهبوط بالمطار في جنوب البلاد بعد التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي بقليل (00:00 بتوقيت جرينتش). وتشير بيانات وزارة النقل إلى أن الحادث خلّف أكبر عدد من القتلى في تحطم طائرة تابعة لشركة من كوريا الجنوبية في نحو ثلاثة عقود، وقد يصبح الأسوأ في تاريخ البلاد على الإطلاق. وأظهر مقطع فيديو بثته وسائل إعلام محلية الطائرة، وهي ذات محركين من طراز بوينغ 737-800، وهي تنزلق على المدرج دون عجلات هبوط ثم تصطدم بجدار لتتحول إلى كرة من لهب وحطام. وأظهرت صور أخرى دخاناً وألسنة لهب تتصاعد من أجزاء من الطائرة.
إنقاذ اثنين فقط
وقال لي جونج هيون، رئيس إدارة الإطفاء في موان في تصريح صحفي، إن اثنين من أفراد الطاقم، وهما رجل وامرأة، جرى إنقاذهما من ذيل الطائرة المحترقة وأضاف أن الحريق جرى إخماده بحلول الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي. وأضاف: «ذيل الطائرة فقط هو الذي احتفظ ببعض شكله في حين يبدو من شبه المستحيل التعرف إلى باقي» أجزاء الطائرة. وأشار لي إلى أن السلطات تحولت من عمليات الإنقاذ إلى عمليات الانتشال وتبحث في مناطق محيطة عن جثث ربما تكون قوة الاصطدام قد تسببت في قذفها من الطائرة. وقال مدير مركز طبي عام في المنطقة إن فردي الطاقم الناجيين يتلقيان العلاج في المستشفى وإصاباتهما بين متوسطة إلى شديدة.
نقل جثث الضحايا
بعد ساعات من الحادث، تجمع ذوو القتلى في منطقة الوصول في المطار وهم يبكون ويتعانقون بينما وزع متطوعون من الصليب الأحمر أغطية عليهم. وتعالت أصوات نحيب وصراخ بعض الأقارب لدى إعلان مسعفين أسماء 22 قتيلاً بعد التأكد من هويتهم ببصمات الأصابع. ووزع أفراد أوراقاً على الأسر لكتابة تفاصيل التواصل معهم بشأن تطورات الموقف. وقال أحد أقارب القتلى أمام ميكروفون إنه يطلب من السلطات المزيد من المعلومات، بينما طلب آخر من الصحفيين التوقف عن التصوير في ظل ما يعانونه من حداد على ذويهم.
واصطفت سيارات لنقل الجثث وقالت السلطات إنها أتاحت مشرحة مؤقتة ستنقل إليها. وقال شهود من رويترز إن موقع التحطم فاحت منه رائحة وقود الطائرات والدماء وإن عمالاً يرتدون ملابس واقية وأقنعة يمشطون المنطقة بينما بحث جنود عن ناجين وسط الأحراش القريبة. وقال مسؤول في المطار لرويترز بعد التحطم بفترة وجيزة إن السلطات تعمل لإنقاذ أشخاص من الجزء القريب من ذيل الطائرة.
أسباب محتملة للحادث
وتشير بيانات وزارة النقل إلى أن التحطم هو الأسوأ لأي شركة طيران من كوريا الجنوبية منذ عام 1997 عندما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الكورية في منطقة جوام الأمريكية وقتلت أكثر من مئتين. أما الأسوأ الذي يقع داخل كوريا الجنوبية، فقد كان تحطم طائرة تابعة للخطوط الصينية (إير تشاينا) وراح ضحيته 129 قتيلاً. وقال لي إن المحققين ينظرون في أمر تعرض الطائرة للاصطدام بسرب من الطيور وفي ظروف الطقس وقتها كأسباب محتملة للحادث. ونقلت وكالة يونهاب عن سلطات المطار قولها إن عطلاً في عجلات الهبوط ربما وقع بسبب الاصطدام بطيور. وقال مسؤول في وزارة النقل إن أبراج المراقبة أصدرت تحذيراً من تحليق أسراب طيور وبعده بفترة وجيزة طلب الطياران المساعدة وأبلغا عن حالة طارئة، لكنه لم يذكر على وجه التحديد إن كانت الرحلة قد اصطدمت بالفعل بأي طيور. وأضاف المسؤول أن الطائرة قامت بمحاولتها البائسة للهبوط التي أدت إلى الحادث بعد دقيقة واحدة تقريباً من نداء الاستغاثة. وذكرت وكالة الأنباء (نيوز1)، أن أحد الركاب بعث برسالة نصية إلى أحد أقاربه، وقال فيها إن طائراً اصطدم بالجناح. وقال المسافر في آخر شيء يكتبه «هل يجب علي أن أقول كلماتي الأخيرة؟» وذكرت وزارة النقل أن الركاب كان بينهم اثنان من تايلاند والباقي يعتقد أنهم من كوريا الجنوبية.
اعتذار
قالت وزارة النقل إن الطائرة التي تشغلها جيجو إير صنعت في 2009. وقدم كيم إي-باي الرئيس التنفيذي لشركة طيران جيجو إير اعتذاراً عن الحادث، وانحنى بأسى وهو يعتذر خلال إفادة بثها التلفزيون. وقال إن سبب التحطم لم يعرف بعد، وإن الطائرة لم يكن لها سجل حوادث ولم يكن بها مؤشرات مبكرة على وجود أي عطل.
وأضاف أن الشركة ستتعاون مع التحقيق، وستجعل من دعم المكلومين في ذويهم أولوية قصوى. وأكد رئيس مطارات تايلاند عدم وصول أي تقارير عن ظروف غير طبيعية لدى مغادرة الطائرة المنكوبة لبانكوك.
قالت بوينغ في بيان أرسلته عبر البريد الإلكتروني: «نحن على تواصل مع جيجو إير بشأن الرحلة 2216 ومستعدون لدعمهم. نقدم خالص تعازينا للأسر التي فقدت أحباءها وقلوبنا مع ما مر به الركاب والطاقم».
ووصل تشوي سانج-موك القائم بمهام الرئيس في كوريا الجنوبية لموقع الحادث، وقال إن الحكومة تسخر كل إمكاناتها للتعامل مع الواقعة. وقال متحدث باسم الحكومة التايلاندية، إن امرأتين تايلانديتين، تبلغان من العمر 22 و45 عاماً، كانتا على متن الطائرة، وأضاف أن بقية التفاصيل يجري التحقق منها. وقالت وزارة الخارجية التايلاندية في بيان إنها على تواصل مع سلطات كوريا الجنوبية.
0 تعليق