واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة خلال الساعات الماضية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا ودمار واسع طال مناطق عدة. ووسط وضع إنساني متدهور، أصبحت عمليات الإطفاء والإنقاذ مشلولة بسبب نقص الوقود وقطع الصيانة للمركبات، فيما أشار الدفاع المدني إلى أن الاحتلال يستخدم ذخائر ضخمة تؤدي إلى انصهار جثث الضحايا وتدمير مربعات سكنية كاملة.
في اليوم 463 للعدوان، استهدف القصف الإسرائيلي خيام النازحين ومراكز الإيواء والبنى التحتية في عموم قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص في مناطق الشمال، وسط اشتداد وطأة الأوضاع الإنسانية المأساوية التي تمر على النازحين في أجواء البرد والأمطار وانعدام أبسط مقومات العيش من الماء والطعام ووسائل التدفئة. وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 46537 قتيلاً و109571 مصاباً. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن قوات الاحتلال ارتكبت 5 مجازر في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 32 قتيلاً و193 مصاباً خلال 48 ساعة، بين يومي الخميس والسبت.
وفي وقت لاحق، قتل 8 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح، أمس السبت، في قصف على حي الدرج ودير البلح وشمال مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 4 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح إثر قصف الاحتلال مجموعة من المواطنين بشارع النفق في حي الدرج بمدينة غزة. وفي دير البلح بوسط القطاع، قتل ثلاثة وأصيب آخرون بجروح في قصف طيران الاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب محطة أبو سليم جنوباً، كما قتل فلسطينيان بنيران مسيرة للاحتلال في محيط دوار الشهداء شمال مخيم البريج وسط القطاع.
وأكد الدفاع المدني، في بيان، أن 10% من حالات القصف الإسرائيلي تتسبب في تبخر أجزاء من جثث الضحايا جراء كمية المتفجرات التي أطلقها جيش الاحتلال. وقال إن «الاحتلال يستخدم ذخائر ضخمة تؤدي إلى تدمير مربعات سكنية كاملة»، محذراً من أن «الاحتلال يسعى إلى قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والكوادر الطبية».
كما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني بقطاع غزة، توقف عدد من مركبات الإطفاء والإنقاذ في كل من محافظات غزة والوسطى وخان يونس لعدم توفر قطع وأجهزة الصيانة اللازمة لإعادة إصلاحها وتشغيلها.وقال الدفاع المدني، في بيان أمس، إن العدوان الإسرائيلي دمر معظم المعدات والأجهزة وقطع الإصلاح التي كانت متوفرة في السوق المحلي وتلبي متطلبات صيانة المركبات بالحد الأدنى، بالإضافة إلى تدمير المخزون الخاص للدفاع المدني من هذه المعدات.
وطالب الدفاع المدني، كافة الجهات الإنسانية الدولية والإقليمية والعربية بإدخال الوقود والمعدات وقطع الصيانة إلى قطاع غزة بشكل عاجل قبل أن تتعطل مركبات إطفاء وإنقاذ أخرى، الأمر الذي سيكرس الأزمة القائمة منذ شهور، وسيحد بشكل كبير من قدرة طواقمه على الاستجابة لنداءات الفلسطينيين.
من جهة أخرى، يواصل الأطفال في قطاع غزة دفع أثمان باهظة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للشهر 16 على التوالي، حيث يعيش المرضى منهم في محافظتي غزة والشمال تحت تهديد «نقص الأكسجين».
ويوجد عدد من الأطفال المرضى في قسمي العناية المركزة و«الحضانة» في مستشفى «أصدقاء المريض الخيري» بمدينة غزة، حيث يعتمدون بشكل كبير للبقاء على قيد الحياة على جهاز التنفس الصناعي.
ويعد هذا المستشفى الوحيد الذي يستقبل حالات الحضانة والعناية المركزة من الأطفال المرضى من محافظتي غزة والشمال، أو من المناطق الواقعة شمال وادي غزة، وفق التقسيم الإسرائيلي الجديد لجغرافية القطاع. وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلق مستشفى «أصدقاء المريض» نداء استغاثة لحاجته الماسة ل«كمية هائلة من الأكسجين»، وفق وكالة «الأناضول». ويأتي هذا النقص جراء منع إسرائيل دخول المساعدات الإغاثية منها الأدوية والمستلزمات الطبية باستثناء كميات شحيحة إلى محافظتي غزة والشمال، حيث شددت من القيود المفروضة عليهما مع بدء عمليتها البرية في القطاع في 27 أكتوبر 2023. (وكالات)
0 تعليق