ترامب يصر على التهجير: إسرائيل ستسلمنا غزة بعد الحرب - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

كرّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، مقترحه بشأن تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة، وفرض السيطرة الأمريكية على القطاع، مؤكدا أنّ «الولايات المتّحدة ستتسلّم من إسرائيل قطاع غزة بعد انتهاء القتال» وأنّه «لن تكون هناك حاجة لجنود أمريكيين» لتنفيذ هذه الفكرة التي لا تزال تلاقي استهجاناً ورفضاً عالمياً، في حين حذرت مصر من أنّ دعم إسرائيل لخطة ترامب يهدد مفاوضات غزة، وأكدت الجامعة العربية أن هناك إجماعاً عربياً على «رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية»، وشددت الصين على أن غزة للفلسطينيين وليست أداة مساومة سياسية، ولن تكون هدفاً لقانون الغاب.
وكتب ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشال: «إسرائيل ستسلّم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال». وكرّر ترامب فكرته القاضية بتهجير سكّان القطاع الفلسطيني «إلى مجتمعات أكثر أمناً وجمالاً»، رغم أنّ مصر والأردن، البلدين اللذين دعاهما لاستقبال هؤلاء الفلسطينيين، رفضا تلبية مطلبه هذا رفضاً باتّاً.
وقال ترامب إنّ فلسطينيي القطاع سيكونون عندئذ «قد أعيد توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أمناً وجمالاً بكثير، مع منازل جديدة وحديثة في المنطقة». وأضاف أنّ هؤلاء اللاجئين «ستتاح لهم فرصة حقيقية للعيش بسعادة وأمان وحرية».
ولاقت فكرة ترامب تهجير الفلسطينيين من غزة لتحويل القطاع تحت إدارة الولايات المتحدة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» رفضاً فلسطينياً عارماً.
وحذّرت مصر، أمس الخميس، من أنّ دعم الحكومة الإسرائيلية لمقترح ترامب قد «يُضعف التفاوض على اتفاق وقف إطلاق النار ويقضي عليه... ويحرّض على عودة القتال» بين إسرائيل و«حماس». وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إنّ القاهرة «تحذّر من تداعيات التصريحات الصادرة، أمس من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه». وكان وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن أنه أمر الجيش بإعداد خطة تسهّل الهجرة الطوعية لسكان القطاع.
وشدّد البيان المصري على أنّ القاهرة «ترفض أيّ طرح أو تصوّر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير»، محذّراً من مخاطر ذلك «على المنطقة بأكملها وعلى أسس السلام». وأكّدت وزارة الخارجية المصرية في بيانها «ضرورة تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة بمراحله الثلاث وبصورة دائمة»، مشيرة إلى «اعتزامها الانخراط بصورة فورية مع الشركاء والأصدقاء في المجتمع الدولي في تنفيذ تصوّرات للتعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار خلال إطار زمني محدّد». وأضافت أنّ مصر تريد أن تتم إعادة الإعمار «بدون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم التاريخية ورفضهم الخروج منها». كما شدّد البيان على أنّ مصر «ترفض تماماً أيّ طرح أو تصور» يقوم على «تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه التاريخية والاستيلاء عليها، سواء بشكل مرحلي أو نهائي»، مؤكّداً أن «مصر لن تكون طرفاً فيه».
وكان الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي حذرا الليلة قبل الماضية من أن «أي تهجير قسري للشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية سيكون غير مقبول».
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس الخميس، خلال لقائه رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى، أن هناك إجماعاً عربياً لرفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم والتمسك بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي في بيان إن أبو الغيط ومصطفى «أكدا الإجماع العربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره». كما أعربت الجزائر عن رفضها القاطع لما يتم تداوله من مخططات ترمي إلى تهجير وإفراغ غزة من سكانها الأصليين، ضمن مخطط أوسع يستهدف ضرب المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم. وكذلك، جددت الكويت موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مؤكدة حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن جانبها، اعتبرت حركة «حماس» الخميس أن تصريحات ترامب بشأن غزة «إرادة معلنة لاحتلال القطاع»، مطالبة بعقد قمة عربية عاجلة «لمواجهة مشروع التهجير».
من جهة أخرى، جددت الصين، أمس الخميس، رفضها لتصريحات ترامب، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية قوه جيا كون في مؤتمر صحفي دوري إن «غزة للفلسطينيين وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية وليست أداة مساومة سياسية، ناهيك عن أن تكون هدفاً لقانون الغاب». كما ردت الخارجية الروسية على تصريحات ترامب بشأن غزة، مؤكدة أن أي تصريحات شعبوية هي تصريحات غير بناءة وتزيد التوتر.
ورفض وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمس الخميس، اقتراح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس بخصوص استقبال إسبانيا لفلسطينيين في حال تهجيرهم من غزة. وقال ألباريس في مقابلة مع محطة آر.إن.إي الإذاعية الإسبانية «أرض سكان غزة هي غزة.. ويجب أن تكون غزة جزءاً من الدولة الفلسطينية في المستقبل». كما رفضت وزارة الخارجية الأيرلندية مقترح يسرائيل كاتس لقبول أيرلندا لفلسطينيين في حال مغادرتهم لقطاع غزة.
ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الماليزية إن أي مقترح للتهجير القسري للفلسطينيين سيشكل تطهيراً عرقياً وانتهاكاً للقانون الدولي. وأضافت الوزارة أنها تدعم حل الدولتين، باعتباره الطريق إلى السلام والاستقرار الدائمين.(وكالات)

أخبار ذات صلة

0 تعليق