واصلت إسرائيل، أمس الخميس، فرض القيود على إدخال المساعدات لقطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، خصوصاً لجهة إدخال الخيام والمعدات الثقيلة لانتشال جثامين الضحايا، التي لا تزال تحت الأنقاض، علاوة على عرقلة خروج الجرحى والمرضى عبر معبر رفح، في وقت فاقمت الأمطار والرياح الشديدة معاناة أهل غزة، في حين قتل ضابط وجندي إسرائيليان، وأصيب 8 آخرون بانهيار رافعة شمالي قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أنّ حصيلة ضحايا الحرب ارتفعت إلى 47583 قتيلاً، بعد انتشال المزيد من الجثث خلال وقف إطلاق النار. وقالت الوزارة في بيان: «وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 31 قتيلاً، منهم 28 انتشالاً، وقتيل واحد متأثر بإصابته، إضافة لقتيلين جدد»، في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبحسب الوزارة ارتفع عدد جرحى الحرب إلى 111633 جريحاً.
وواصلت إسرائيل المماطلة والتلكؤ بكل ما يتعلق في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، حيث أظهرت بيانات الجهات الحكومية في القطاع عدم التزام السلطات الإسرائيلية بعدد الشاحنات المفروض دخولها إلى القطاع، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وينصّ الاتفاق على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً دون احتساب التجارية، وذلك رغم عبور نحو 10 آلاف شاحنة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر على منصة «إكس»: «أدخلنا أكثر من 10 آلاف شاحنة خلال أسبوعين منذ وقف إطلاق النار. كما واصلت السلطات الإسرائيلية عرقلة دخول المعدات الثقيلة لقطاع غزة، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار. وقال الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، إن طواقمه عاجزة عن انتشال 10 آلاف قتيل لا يزالون تحت الأنقاض، جرّاء نقص المعدات.
من جهة أخرى، ومع بلوغ المنخفض الجوي ذروته، تعيش عشرات الآلاف من عائلات سكان قطاع غزة ساعات عصيبة، خصوصاً ساكني الخيام في قطاع غزة، من الذين لا مأوى لهم ولا ملجأ، حيث فاقمت الأمطار معاناة سكان القطاع. ووثقت مقاطع فيديو، اقتلاع الرياح العاصفة عدداً من خيام أهالي قطاع غزة، بينما غرق آخر في ظلمات الليل، وتحت زخات المطر، ناهيك عن الدمار الذي خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي، والطرقات، التي تسهل تجمع المياه، وتكوّن السيول والبِرَك في معظم المناطق.
وجّه رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، أمس الخميس، نداءً عاجلاً إلى المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة التدخل الفوري لتوفير 40 ألف خيمة ووحدة إيواء لسكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأكد الصوفي، في بيان نشرته البلدية على صفحتها بموقع «فيسبوك» أن «الأوضاع الإنسانية في رفح كارثية، حيث يبيت عشرات الآلاف من المواطنين في العراء، وسط ظروف جوية قاسية من أمطار ورياح عاتية زادت من معاناتهم، واقتلعت الخيام المهترئة التي يحتمون بها».
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مقتل جنديين من لواء «غولاني» وإصابة خطِرة في حادث انهيار رافعة شمال قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي، إن أحد القتلى ضابط برتبة مقدم ويخدم في صفوف الاحتياط بالكتيبة 51 في لواء غولاني. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» بأن الرافعة انهارت بسبب الرياح القوية، وسقطت على خيمة كان الجنود داخلها. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يوقف نشاطاته التي يستخدم فيها الرافعات في غلاف غزة وفي داخل القطاع بعد حادثة مقتل الجنديين، وإصابة 8 آخرين أحدهم جراحه خطِرة». (وكالات)
0 تعليق